افتتح الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، واللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته التاسعة والعشرين تحت عنوان "الأدب وثقافة الاختلاف..دورة الأديب قاسم مسعد عليوه" الذي يستضيفه إقليم وسط الصعيد الثقافي بمحافظة أسيوط ، ويرأسه د. عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق، ويتولى أمانتة العامة الكاتب والأديب مصطفى القاضى، بحضور د. سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة د. فوزية أبو النجا رئيس الإقليم ولفيف من قيادات الهيئة والقيادات الثقافية والتنفيذية بالمحافظة.
و كرم المؤتمر خلال دورته التاسعة والعشرين كلا من الشاعر سعد عبد الرحمن، الشاعر سعيد عبد المقصود ممثلاً للوجه البحرى، الناقد الدكتور عبد الله محمد حسين ممثلاً للوجه القبلى، الشاعرة سيدة فاروق الأسيوط ممثلة لأدبيات مصر، الدكتور أيمن تعليب، الإعلامى والشاعر محمد الحمامصى لما قدمه من جهود إعلامية لخدمة الحركة الثقافية، الشاعر الراحل أحمد عبد العزير المنشاوى، الروائى حمدى سعيد.
بدء فعاليات حفل الافتتاح على مسرح القصر بالسلام الوطنى، أعقبه عرض فيلم تسجيلى بعنوان "أسيوط حاضرة الصعيد" مدته 15 ق إخراج محمد جمال, تناول المشاهير من أبناء أسيوط منهم "الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذى لاقت صورته تصفيق حاد من الحضور, الشيخ أحمد التونى، آمنه نصير، حمدى البطران", أعقب ذلك تقديم عرض فنى لفرقة أسيوط للفنون الشعبية جمع بين الاستعراضات الفرعونية والصعيدية.
وفى كلمته قال الكاتب مصطفى القاضى امين عام المؤتمر أن انعقاد المؤتمر في ظل فى هذه الظروف الشديدة التي تمر بها البلاد هو رسالة قوية من مبدعي مصر الى العالم، موضحا انه يجب أن تكون أقلام الأدباء سيوف فى سبيل الحق وأنه قد يغفر المجتمع للإنسان العادى خطاؤه، لكنه لن يغفر للمبدعين حملة شعلة الإبداع. وشدد على ان شارعنا المصرى ملأته شعارات كثيرة، القليل منها كلمات حق يراد بها حق، والكثير منها كلمات حق يراد بها باطل. لذا أدعوكم لصفاء النفوس ولنترك بحر الكراهية. أصحاب الأبداع هم أولى بكتابة السطر الأول فى الوطن، فالوطن يبقي والأشخاص يرحلون، كما دعا إلي شق الطريق إلي العلم والنور والثقافة.
ووجه د. سيد خطاب التحية لكل الضيوف أدباء وشعراء ومبدعين، مشيراً إلى هذه اللحظة الهامة التى نلتقي فيها للتواصل، تلك اللحظة التى نسعي لها فى هيئة قصور الثقافة بكم باعتباركم المحرك الأساسي فأنتم ملح الأرض، وانتم من تدركون الخطر المحيط بنا من كل جانب، وأننا ومن هنا من قلب أسيوط نعلن جميعا أن مصر عصية على أى تفكك وأن التنوع الثقافى الرائع الموجود فى 139 نادي أدب يضموا 3000 أديب وشاعر هو قوة مصر الناعمة .
واضاف انه من خلال الدورة التاسعة والعشرين اعلن عن مشروع أهالينا من قلب الصعيد من أسيوط والذى سينفذ في 6 محافظات كل شهر، موضحا أنه لأول مرة يقف المثقفون كحائط صد معلنين أنهم لن يتنازلوا عن تعدد الثقافات في مصر.
واشار إلى ان أدباء مصر كان لهم الفضل علينا في تمهيد ثورة 25 يناير بأعمالكم التي طرحتم فيها أمانيكم ومخاوفكم، وأنتم مدعون جميعا معنا لكي نخوض معركة ديمقراطية فى هذا العصر الجديد استكمالا لما بدأتموه.
وأكد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة على أن لهذا المؤتمر معزه خاصة فى قلبه وذلك لعدة أسباب, وهى أننى نشأت وتكونت فى قصر ثقافة المحلة الكبرى، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر لم يشهد أى تأييد لحكومة ما أو شخصية بعينها، وأنه دائما ما يتذكر مواقف الأدباء المعارضة للتطبيع مع إسرائيل.
واضاف انة يعتز بدورة الحالية لنها تحمل دورة قاسم مسعد عليوة، أحد الأدباء الذين عملوا بدأب على استمرار المؤتمر، كذلك أن رئيس هذه الدورة هو د. عماد أبو غازى وهو واحد من اشرف المثقفين, والمعروف بجرأته على قول الحق، كما أسعد بعنوان الدورة الحالية لأن الاختلاف يعنى احترام الآخر وقبول الاختلاف يعنى أن لا نصنع مواقف متطابقة لأنها لا تؤدى لشئ.
واوضح ان ثقافة الاختلاف تقوم على الإيمان العميق بأن الفكر الإنسانى بشكل عام هو فكر نسبى قائم على الصواب والخطأ، ولكى نكون متنوعين لابد أن نقبل باختلاف الآخر، مضيفا أن للثقافة عدوان هما "الاستبداد السياسي" الذي سرعان ما يطبع علي عقول الناس فيستبد بها بحيث لا يتقبل كل واحد من يعارضه، والثاني هو "التعصب الديني" الذي يجعل صاحبه يظن انه علي صواب دائما وعلي خلق وأن غيره مخطئ فيتحول شيئا فشيئا إلي إرهاب فكري مثل ما نراه اليوم في داعش وذلك نتيجة عدم تقبل ثقافة الاختلاف.
من جانبة أشار اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط بأنه كان هناك رهان كبير على أن تكون أسيوط بؤرة للإرهاب والعنف خلال السنوات السابقة, ولكن أكدت أسيوط بمواطنيها أنها بلد الاستقرار والأمن والآمان، كما وجه الشكر لكل القائمين على هذا المؤتمر معبراً عن تقديره لما بذلوه من جهد للخروج به بهذا الشكل الرائع.
وأضاف حماد أنه حينما عرض عليه الشاعر سعد عبد الرحمن الرئيس الأسبق للهيئة العامة لقصور الثقافة إقامة المؤتمر بأسيوط شعر بسعادة بالغة لاستضافته أدباء مصر خلفاء طه حسين وعباس العقاد فى محافظته التى تعتبر قلب الصعيد النابض، وأنه كان يتمنى أن يكون عنوان المؤتمر "ثقافة قبول الآخر" بدلاً من "ثقافة الاختلاف", وأن تكون ثقافة العنف هى الهدف الذى يجب أن نحطمه جميعا, فهي ثقافة شاذة على مجتمعنا.