الجدة العجوز.. بلغت من العمر عتيا، تعيش في الألفية الرابعة أو أكثر قليلا، تأمر أحفادها بالاقتراب منا، يشعل الأطفال النار طلبا للدفء، ويستعدون لسماع حكايات جدتهم ، تقص عليهم قصة متعلقة بزماننا وأحلامنا التي أضفى عليها الزمن هالة سحرية وبعدا روحانيا، بطل القصة "أحمد" و "منى" اسمين شائعين في زماننا، استهلكته الأفلام والقصص الرومانسية الرخيصة، ولكن الزمن أضفى عليه جاذبيته، مثلما يضفي على واقع أجدادنا.
تحكي القصة عن شاب وفتاة حلما الحلم ذاته وهما أطفال، ولكنهما آمنا بالحلم، وظلا متمسكين بأحلامهما وآمالهما وسط مجتمع قاسي، يفرض عليهما أجندتهما الخاصة، لتنقل الحكايا صراع البطلتين لتحقيق ذواتهما، بينما يغريهم المجتمع أحيانا بالزواج والعمل والوضع الاجتماعي، ويقسو عليهما بالنبذ الاجتماعي، والاعتقال السياسي أحيانا، والواقع الروائي هنا يمتزج فيه اليومي المعاش بعوالم ساحرة متخيلة، فنجد الملائكة والشياطين، وفرسان ألف ليلة وليلة، والجنة التي يملك العجوز الطيب وحده مفتاحهما.
هذا مجمل ما تدور حوله حكاية "الحلم إيمان" في كتاب "الحد الأقصى من الحياة" للكاتب أحمد شهاب الدين الذي سيصدر في يناير القادم عن دار نشر "كتاب".
وفي الكتاب نقرأ ثلاث حكايات أخرى "عشقانيات إبليس"، "الوصايا العشر"، "غمزات زليخا"، يقول الكاتب عنهم في غلاف الكتاب أنهم حصيلة مجاهدة روحية ومعنوية امتدت من عام 2005 حتى 2014، ويعتبرها امتدادا للكتابات الصوفية التي ابتدأت بالحلاج والإمام النفري ووليام بليك الشاعر الانجليزي، وجبران خليل جبران.
اقتباسات من الكتاب:
حين نقترب من الموت نقترب من الحياة .. كل لحظة يمكن أن تكون الأخيرة كل لحظة تحمد فيها الرب لأنك تتنفس
حياة = حب , إيمان , جنون
إن الحياة تناديني تقول لي :
اقذفي نفسك في قلب الخطر قفي على حافة الهاوية اعشقي إلى آخر العشق موتي في كل شيء لآخر الموت ..
" إن الإنسان بداخله جمال وروعة لا تظهرإلا بالحرية والتسامح فمن طبيعتنا أن يصيبنا القلق - زلزال بركاني يهدم معتقداتنا وأنظمة حياتنا ليعيد لها خصوبتها وروعتها إنها صرخة الإله الذي في داخلنا أنا موجود "
ِ" إن العصفور المحبوس دائما في القفص يحمل في صدره معنى الحرية وكلما هبت نسمة رفرف بجناحيه "
ليس هناك كائن وحيد ...
حلم المطر بالهبوط وملا مسة الحجر والشجر ينسجم مع حلم البذرة بالأوراق والزهور ....
إن هؤلاء الذين ظلوا في بيوتهم ولم يكونوا في المعركة لم يشعروا بمثل هذا الجمال مساكين ! هؤلاء لا ملائكة ولا شياطين لادور لهم في الحياة ولكن وجودهم ضروري لأن هذا هو قانون الحياة ..