قال الدكتور أسامة النحاس؛ زميل كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ونائب رئيس الأيكوم بمصر، إنه "منذ نشأة الدولة المصرية مكتملة الأركان من أرض وشعب وسلطة حاكمة، أدرك المصري القديم معنى الأمن القومي بمفرداته ومكوناته، فقام بنهضة شاملة لم تقتصر على الجانب الأمني والعسكري فقط وإنما امتدت لتشمل جميع مناحي الحياة".
وأكد النحاس أن "المصري القديم أدرك أنه لكي يحافظ على بنيان دولته الوليدة، ولكي يحقق ما يرنو إليه من تقدم ورخاء وازدهار، فإن عليه أن يحافظ عليها من الغارات الخارجية والعدوان من القبائل المحيطة ومحاولات الانفصال التي لم تهدأ في بدايات نشأة دولته، فكان عليه الاتجاه إلى تأمين حدود بلده وضمان الأمن بجميع مفرداته العسكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي لبني وطنه".
وأضاف أنه "على الرغم من عدم الكشف حتى الآن عن مصطلحات دالة على الأمن القومي ومرادفاته وعدم استخدام المصري القديم لمصطلح القوى الشاملة، إلا أنه أدرك مفهومها تمام الإدراك، واهتم بجميع أبعاد هذا المفهوم، وقد أبرزت النقوش الأثرية ما فيه الكثير من اهتمام المصري القديم بأمنه القومي وإدراكه للأهمية الجيوستراتيجية لوطنه فكانت لوحات الحدود ونقوشها شاهد على الاهتمام بتوسيع حدود مجاله الحيوي".
وتابع: "لما كانت الآثار هى المعبر عن الهوية الثقافية والحضارية والدينية، فإن مصر بتفردها المتمثل في تعدد هويتها أصبحت عصية على كل محاولات تشويه هويتها ووقفت حائلا دون ذوبانها في الحضارات الغازية التي احتلت مصر ما يقرب من ألف عام، وأصبحت الآثار جزءًا من أهم مجالات تحقيق الأمن القومي وهو المجال الأيديولوجي الذي يتضمن قدرة الدولة على حماية مواطنيها من الغزو الفكري والثقافي والحفاظ على الهوية الثقافية والدينية والفكرية للوطن وأبنائه".
جدير بالذكر أن النحاس سيلقي ندوة يوم الاثنين المقبل في تمام الساعة الخامسة مساءً في بيت السناري الأثري بالسيدة زينب، حول آثار مصر والأمن القومي والنقوش الأثرية باعتبارها دليل الماضي والتخطيط الاستراتيجي نحو المستقبل.