قال الخبير الأثري الدكتور حسن محمد سليمان مدير عام بوزارة الاثار ورئيس الادارة المركزية للمخازن المتحفية سابقا إن اهتمام المصريين القدماء بعلم الفلك بلغ مبلغاً عظيماً إذ أن ابداعات المصريين القدماء مازالت مرجعاً هاماً لكثير من النظريات الفلكية حتى يومنا هذا ، وكانت إمكانيات قدماء المصريين ضعيفة جدا فى بادىء الأمر حيث اقتصرت على مشاهدة ورصد بعض حركات النجوم والأجرام السماوية ، ثم ابتكروا بعض الادوات التى ساعدتهم على تحديد أماكن كثير من الأجرام والتى مكنتهم من تحديد وضبط الوقت وكذلك تتبع الظواهر الفلكية ومن ثم فقد توصلوا الى معرفة اقدم تقويم عرفته البشرية وهو المعروف بالتقويم المصرى.
وكشف في دراسة له أن المصرى ربط بين ظهور نجم الشعرى ( ألمع النجوم بالسماء ) وقدوم فيضان النيل لذلك اتخذ من الاخير موعدا لبداية السنة النجمية التى قُسمت إلى 12 شهرا والذى يتكون من 30 يوما فيكون المجموع 365 يوم أُضيف لها 5 أيام عُرفت بأيام النسىء ( التى تقام فيها أعياد الالهة ) بل وصل لما هو ادق بتقدير السنة بما يعادل 1/4 365 يوم بإضافة يوماً كل أربع سنين والذى يعرف اليوم بالسنة البسيطة والسنة الكبيسة
وتابع:تمكن المصرى القديم من تحديد محورى الشمال والجنوب إضافةً إلى حركة واتجاهات الاجرام حيث استغلها فى تحديد اتجاهات المعابد والتى شُيد معظمها بشكل مستطيل على محور الشرق والغرب تتجه طبقاً للتقديرات الفلكية أو الطبوغرافية وفقاً لإتجاه النيل العمودى الذى أوجب أن تكون البوابة الرئيسية مفتوحه مباشرة فى اتجاه عمودى على النيل أو على القناة المتفرعة منه وفقاً لتوجيهات النهر والطبوغرافيا وفى بعض المناسبات فقد اتجه المعبد نحو الشمس؟
وأضاف: وبذلك ربط المصرى القديم بين الانقلاب الشتوى ( بداية فصل الشتاء ) وبين تعامد اشعة الشمس على محاور المعابد المصرية فى اوقات محددة وثابتة كل عام فيما يُعرف بظاهرة التعامد الشمسى واشهرها معابد ( الكرنك ، حتشبسوت ، قصر قارون ) وقد يظن البعض ان ظاهرة التعامد تحدث فقط على هذه المعابد فقط الا ان ظاهرة التعامد تقرب من حوالى 180 ظاهرة على المعابد المصرية.