- الإرهاب الجديد فى سينما المستقبل يرفع شعار "لاتخاذل ولا استسلام"
- مبدعون يرصدون شكل إرهاب "داعش" و"بيت المقدس" فى سينما "الأيام اللى جاية"
- الجرأة عنوان أفلام التسعينيات .. بطل فيلم الإرهابي يهدد بالقتل والجماعات المتطرفة تهدد بنسف دور العرض
- الشاشة الفضية تواجه الارهابيين بالقتل فى مشهد النهاية
- "الناجون من النار" و "الملائكة لا تسكن الارض" و"الإرهابي" تحت حراسة أمنية
- "أمير دولة إمبابة" و"جماعة الطبيب الارهابي" قصص حقيقية على الشاشة
اختلف الإرهاب فى مفهومه وأسلوبه، عن الماضى، حيث ازداد توحشاً، وظهرت جماعات تكفيرية، تستخدم المتفجرات، بدلا من السكين والمسدس التى كانت تستخدمه تلك الجماعات فى الماضي.
والسؤال الآن، هل تستطيع السينما، تجسيد الإرهاب المعاصر في أعمال سينمائية جديدة تواكب خطورة إرهاب اليوم، الذى اختلف عن الأمس، حيث الانفجارات وحرق منشآت والهجوم على أقسام شرطة والعمليات الإرهابية التى تشهدها البلاد، والضحايا من أبناء الوطن، الذين يتساقطون بيد الإرهاب. ولاننسى محاولة اغتيال وزير الداخلية، كل ذلك أحداث تعيد إلي الأذهان إرهاب الثمانينات والتسعينيات.
السينما المصرية بدأت منذ الثمانينات والتسعينات في تناول قضية الإرهاب الذي كان منتشرًا على نطاق واسع آنذاك، وانتشرت في هذه الفترة أفلام عدة، تناولت هذه القضية، وخلال هذه المرحلة الحرجة المليئة بالإجرام والإرهاب والدماء، كان للسينما دور حقيقى فى رصد ومتابعة قضية الجرم الارهابي، بشجاعة وشفافية وموضوعية، خاصة فيلم "الإرهابي" التى كانت تحرسه قوات الامن عند عرضه فى السينمات خوفاً من أي عمليات إرهابية نتيجة غضب تلك الجماعات من مهاجمتهم فى احداث العمل، بينما تم تصوير الفيلم بشكل سري بسبب خوف صناعه من تعرضهم لأي عنف، وقد نال الزعيم عادل إمام جائزة أحسن ممثل في المهرجان القومي للسينما المصرية عن هذا الفيلم.
كما تم عرض فيلم "الناجون من النار" لأول مرة في مهرجان الإسكندرية عام 1996 ثم تراجع منتجه عادل حسني عن عرضه خوفاً من هذه الجماعات، ولم يعرض إلا في عام 2006 على شاشة قناة روتانا، كما أعيد عرضه مؤخراً مع الأحداث الراهنة. وهناك "دم الغزال" المستوحي عن شخص أطلق على نفسه "أمير دولة إمبابة". وهناك أفلام أيضاً تناولت الإرهاب أو التطرف الديني بشكل عابر مثل "الملائكة لا تسكن الارض" الذي تم عرضه بعد تسع سنوات لخوف أصحاب دور العرض رغم حصوله على موافقة الرقابة، و"طيور الظلام" و "عمارة يعقوبيان".
"الإرهاب" :
وهو انتاج 1989 ، ومن إخراج نادر جلال، وتأليف حسن شاه، سيناريو وحوار بشير الديك، حيث تجسد "نادية الجندي" دور الصحفية عصمت التي تتعاطف مع الشاب عمر الصناديلي "فاروق الفيشاوي" المتهم بعمليات إرهاب ضد أحد الوزراء وسفراء عدد من الدول فى مصر، خاصة انها تشعر ببرائته وتساعده على الهروب من بطش الأمن، وعندما يعلم "عمر" ان "عصمت" ستسافر الى ابو ظبي لتغطية مؤتمر دولي لمكافحة الجريمة يطلب منها تسليم هدية لاحد اصدقائه، ولكنها تكتشف "صدفة" ان الهدية بها قنبلة لتفجير الطائرة التي علي متنها وزراء وشخصيات هامة، فترشد عنه لاجهزة الأمن المصرية ويتم قتله فى النهاية.
"انفجار" :
وهو من انتاج عام 1990، إخراج سعيد مرزوق، ويتناول شخصية "صديق" المنتمي لإحدى المنظمات الإرهابية، ويقوم بعمل تفجيرات واختطاف لعدد من الرهائن ويطالب بالإفراج عن إرهابين مسجونين مقابل تسليم هذه الرهائن لديه ويهدد بتنفيذ عمليات أخرى إن لم ينفذ طلبه.
"الخطر" :
الفيلم انتاج عام 1990 ، وهو من إخراج عبد اللطيف زكي، وتأليف محيى حمدى، وبطولة كمال الشناوي ومعالي زايد، ويحكي عن مها البحراوي التي يدفعها اليأس من ظروفها الاجتماعية للانضمام إلي مجموعة إجرامية، تقوم بقتل صحفي وخطف أطفال، من أجل إقالة أحد أعضاء مجلس الشعب المتورط في صفقة سلاح ومخدرات، إلا أن المجموعة تقع في النهاية في قبضة اﻷمن.
"الإرهاب والكباب" :
الفيلم من انتاج 1992 ، وهو من اخراج شريف عرفة، وتأليف وحيد حامد، وبطولة عادل إمام ويسرا، وتتناول اﻷحداث شخصية الارهابي بشكل كوميدي.
"الإرهابي" :
الفيلم انتاج 1994، وهو من إخراج نادر جلال، وتأليف لينين الرملي، وبطولة عادم إمام وشيرين وصلاح ذو الفقار ومديحة يسري، ويتناول شخصية "علي عبد الظاهر" الإرهابي المنضم لإحدى الجماعات المتطرفة والذي يتعرض لحادث أثناء هروبه بعد تنفيذه لعملية إرهابية، حيث تصدمه فتاة بسيارتها وتنقله لمنزلها للعلاج وخلال فترة علاجه يجد أسرة يختلف كل فرد في فكره عن الآخر ولكنهم أسرة بسيطة مسامحة محافظة على التقاليد والعادات، فتتغير وجهة نظره، وتقرر الجماعة الارهابية التى ينتمى اليها قتله، نتيجة اختلافه معهم في عملية اغتيال كاتب صحفي مشهور، خاصة ان "على" يحاول إنقاذه من القتل عن طريق مكالمة هاتفية.
"الناجون من النار" :
الفيلم من انتاج 1996، وهو من إخراج علي عبد الخالق، وتأليف محمد شرشر، وبطولة عمرو عبد الجليل، طارق لطفي، ومحمد الدفراوي، وهو يحكي عن "عبد السلام" الذي ينضم لأحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة أثناء درسته للطب، وأثناء عملياتهم الإرهابية يواجه أخاه الضابط الذي تطلب الجماعة منه اختطافه لتبادله بعد ذلك مع رموز من الجماعة، وعنوان الفيلم هو لجماعة حملت اسم الناجون من النار وقامت بمحاولات اغتيال عام 1987 لكل من وزير الداخلية آنذاك اللواء النبوي إسماعيل، واللواء حسن أبو باشا مدير مباحث أمن الدولة، والكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، وكان زعيم هذه الجماعة طبيباً.
"المصير" :
الفيلم من انتاج 1997، وهو من إخراج وتأليف يوسف شاهين، وبطولة نور الشريف، ليلي علوي، وتدور أحداثه في القرن الثاني عشر ميلادياً، في الأندلس حيث العالم ابن رشد الذي يتعرض لحرق كتبه مرة من قبل الجماعات المتطرفة.
"الآخر" :
الفيلم من انتاج 1999، وهو من إخراج وتأليف يوسف شاهين، ومن بطولة هاني سلامة وحنان ترك، وتدور أحداثه حول "آدم" ابن لعائلة غنية جداً، و"حنان" الصحفية، اللذين يقرران الزواج رغم معارضة من والدة آدم، فتقرر الاتفاق مع شقيق حنان المتشدد والمنتمي لجماعات إرهابية بخطفها، وبعد أن يعلم آدم ويذهب لإنقاذها يموتان أثناء تشابك قوات الأمن مع المسلحين.
"أمن دولة" :
الفيلم انتاج 1999، وهو من إخراج نادر جلال، وتأليف مصطفى محرم، وبطولة نادية الجندي و محمود حميدة، وتستخدم قوات الأمن سميحة المحكوم عليها بالإعدام لتبديلها مع أخري لها علاقة بعصابات إرهابية مقابل حياتها.
"دم الغزال" :
وهو انتاج 2006، وهو من إخراج محمد ياسين وتأليف وحيد حامد، وبطولة نور الشريف، عمرو واكد ومحمود عبد المغني، وتدور أحداثه حول طبال يعيش في حي شعبي يتحول إلي إرهابي، والفيلم مستوحي عن شخص أطلق على نفسه "أمير دولة إمبابة" عام 1994.
"حين ميسرة" :
وهو من انتاج 2007، وإخراج خالد يوسف وتأليف ناصر عبد الرحمن، وبطولة عمرو سعد وسمية الخشاب، وتدور أحداثه في إحدى العشوائيات حول الشاب عادل الذي يتورط في صراع بين الجماعات الإرهابية والأمن.
وقال مبدعون ان السينما حاربت الإرهاب من خلال أعمالها الفنية، واستطاعت ان تناقش قضية الإرهاب منذ الخمسينات والستينات والتسعينات فى أكثر من فيلم، ويجب ان تركز السينما فى الفترة المقبلة، حتى توضح للرأى العام حقيقة هؤلاء الإرهابيين المتاجرين بالدين.
يجب تقديم أعمال كثيرة تناقش قضية الإرهاب وكيفية التغلب عليها، ومن الأفضل تقديم فيلم عالمى ضخم مترجم بكل اللغات لتوضيح حقيقتهم للعالم كله، ويجب على الدولة التدخل بأقصى سرعة لإنتاج أفلام سينمائية تناقش قضايا الإرهاب.
وتجدر الإشارة هنا، الى ان المخرج مجدى أحمد على قد قرر تقديم ظاهرة الإرهاب من خلال فيلم سينمائى بعنوان "الدنيا أجمل من الجنة" وهى قصة لأحد أعضاء "الإخوان"، كما ان هناك شركات انتاجية تخطط لتقديم أعمال تناقش موضوع الإرهاب من كل زواياه.
ومن جابنه ، ناشد المخرج على عبدالخالق، صناع السينما تقديم طرقا للقضاء على التطرف من خلال تقديم شخصيات ارهابية مثل "البغدادي" والتطرق الى كيفية مواجهة هذا الفكر التكفيري وشكل الارهاب الجديد. وانتقد تدهور الفن فى مصر خلال السنوات الأخيرة، وتركيز السينما على الأفلام التجارية والإفيهات المصطنعة، وشخصية البلطجى وتاجر المخدرات، الذى يظهر بشكل بطولى طوال الأحداث.
وقال ان التغير الذى طرأ على ارهاب اليوم، دخول اجهزة مخابرات دولية فى هذه اللعبة القذرة، وهو ما يتم حاليا مع الدولة المصرية، فهناك مخطط يهدف الى تدمير الجيش المصري، كما حدث مع ليبيا والعراق واليمن وسوريا، وان الهدف الرئيسى من وراء هذا المخطط هو تفكيك الشرق الأوسط.
وأضاف ان الفن السابع هدفه غرس القيم الايجابية وترسيخ الانتماء الوطني، وعلى صناع السينما محاربة مشكلات المجتمع الحقيقية، وأهمها الإرهاب والمؤامرات التى تحيط بنا، لذا يجب ان تنتبه السينما بشكل كافٍ لقضية الإرهاب، من خلال التركيز عليها فى الفترة المقبلة.
وبدوره ، قال السيناريست بشير الديك ان إرهاب التسعينات اختلف كثيراً عن ما كان يحدث فى الماضي، ولذلك لا بد أن نقدم أفلاماً سينمائية جديدة مواكبة للعصر الحالى، بكتابات أكثر عمقاً فى قضية الإرهاب، واستخدام تقنيات فنية حديثة تجسد ما يحدث حاليا من تفجيرات وارهاب ممنهج. مطالبا بخطة من صناع السينما ترصد افكار داعش المتطرفة وتقديمها فى اعمال فنية.
وقال ان مصر تمر بحرب حقيقية، ولذا لا بد أن نتحد أمام هذا الطوفان، وتقديم فن راق يتناسب مع الواقع. موضحا ان الفن والثقافة هما القوة الناعمة لأى وطن، ولذلك اطالب الدولة بالاهتمام بالفن مثلما حدث فى الخمسينات.
وتابع قائلا، "عندما تدهور الفن وتجاهلت الدولة "توعية" الشباب، ظهرت تلك الجماعات الإرهابية التى ملأت عقول الناس بالتعصب، لذا لا بد أن تعود الدولة بقوة وتدعم السينما، خاصة ان الأعمال الفنية وحدها لا تكفى لمواجهة الإرهابيين.