16 عامًا على وفاة الباحثة والمفكرة والأستاذة الجامعية الدكتورة عائشة عبد الرحمن
-أول امرأة تحاضر بالأزهر.. وأول عربية تنال جائزة الملك فيصل فى الآداب
-استطاعت طرح قضايا المرأة من خلال القيم والمفاهيم القرآنية
-دافعت بنت الشاطئ كثيرا عن المبادئ والقيم الإسلامية
ستة عشر عاما تمر اليوم على وفاة الكاتبة الإسلامية والباحثة والمفكرة والأستاذة الجامعية فى الأدب العربى والتى استطاعت أن تصل بعلمها مبلغ الرجال خلال فترة منعت فيها المرأة من حقها فى التعليم .. لتمثل الأمل فى نفوس فتيات جيلها، ولتصبح أول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، ومن أولى من اشتغلن بالصحافة فى مصر، وأول امرأة عربية تنال جائزة الملك فيصل فى الآداب والدراسات الإسلامية .. إنها الدكتورة عائشة محمد عبدالرحمن، أو كما تلقب ببنت الشاطئ.
ولدت في السادس من نوفمبر عام 1913 بمحافظة دمياط وهى أرملة الشيخ أمين الخولى أحد أقطاب الفكر المصرى المعاصر، تكونت طفولتها وثقافتها الدينية على شاطئ النيل بمدينة دمياط حيث يقع بيت جدها لأمها الشيخ (إبراهيم الدمهوجى) مطلا على النهر، حيث وهبها والدها للعلم الدينى وحفظ القرآن الكريم.
وقد تلقت تعليمها الأول فى كتاب القرية فحفظت القرآن الكريم، ولأن تعليم الفتاة فى هذه الفترة كان من المحرمات فقد آثرت أن تحاول دخول المدارس من (منازلهم)، ولجأت إلى جدها ليقنع والدها ليسمح لها بمواصلة التعليم فى المدرسة.. وطالت المجادلة بين والدها وجدها، حتى تركها والدها لتقوم على خدمة جدها وتعيش إلى جواره .. وأرسلها جدها إلى المدرسة .
وعندما انتقلت مع والدها لمصر ليعمل بالأزهر كانت تقيم بجوار بيت الشيخ رفعت والتحقت بمدرسة قصر الدوبارة لتعلم الإنجليزية ثم دخلت معلمات حلوان وحصلت على شهادة الكفاءة عام1929، ثم على الشهادة الثانوية عام 1931م، والتحقت بجامعة عين شمس وتخرجت من كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1939 م، تلا ذلك حصولها علي شهادة الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941، وحصلت على درجة الدكتوراة فى النصوص عام 1950 .
وقد لقبت باسم ( بنت الشاطئ) نظرا للعادات والتقاليد فى جيلها والتى لم تكن تسمح لبنات علماء الإسلام بظهور أسمائهن فى الحياة العامة .. فعرفت بهذا الاسم لأول مرة عام 1936 عندما نشرت جريدة الأهرام أول مقال لها عن الريف المصرى، وأخذت هذا الاسم متأثرة بموطن مولدها على شاطئ النيل بدمياط .
ولقد كانت أول فتاة تمثل مصر فى المؤتمر الزراعى الأول عام 1936 بمجموعة مقالاتها عن الريف المصرى وقضايا الفلاح، حيث كرمتها الأهرام وقتها بطبع مقالاتها فى كتاب على نفقة الدولة.
تدرجت فى السلك الجامعى للتدريس حتى عينت أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة عين شمس من 1962 حتى 1972 وعينت أستاذا زائرا لجامعتي أم درمان والخرطوم خلال الفترة 1967 إلى 1970 ثم أستاذا للدراسات العليا بجامعة القرويين بتونس عام 1970 وأستاذا للتفسير بكلية الشريعة بفاس فى المغرب 1970، وهى عضو بالمجلس الأعلى للثقافة.
ولأنها تعتبر شخصية متميزة .. فكانت إلى جانب أنها أستاذة جامعية فهى أديبة وناقدة أدبية لها تاريخ فنى غزير ومتنوع فى الدراسات القرآنية مثل التفسير البيانى للقرآن الكريم والإعجاز البيانى للقرآن وتراجم سيدات بيت النبى.
وللدكتورة عائشة دراسات شتى فى المجالات اللغوية والأدبية مثل الحياة الإنسانية عند أبى العلاء المعرى ، ورسالة الغفران، والخنساء ، ومن الأدبيات والقصص : لها أعمال كثيرة مثل الريف المصرى وسر الشاطئ وصور من حياتهن ، ودافعت بنت الشاطئ كثيرا عن المبادئ والقيم الإسلامية واستطاعت طرح قضايا المرأة من خلال القيم والمفاهيم القرآنية .
وحصلت على جائزة المجمع اللغوى مرتين فى عامى 1950 و1953 وجائزة الحكومة المصرية فى الدراسات الاجتماعية والريف المصري عام 1956 وجائزة الدولة التقديرية فى الأدب عام 1978 ووسام الكفاءة الفكرة من المملكة المغربية وجائزة الأدب من الكويت عام 1988، وجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربى 1994.
ورحلت الدكتورة عائشة عن عالمنا فى الأول من ديسمبر عام 1998 ، وذلك بمستشفى هليوبليس بمصر الجديدة والتى كانت قد دخلتها إثر إصابتها بأزمة قلبية.