أحمد زكى قدم محاكمة السادات بشكل حيادى
عمرو واكد يشارك فى فيلم يشوه صورة صدام حسين
الافلام الوثائقية الاصدق فى التعبير عن الرؤساء ومحاكمتهم
المؤلف بشير الديك: تقديم أعمال فنية عن محاكمات الرؤساء امر من الصعب ظهوره فى الفترة الحالية
المخرج محمد فاضل: هناك بعض العقبات التى تقف حائلا أمام المبدع مثل الرقابة او الجهات السيادية
بالتاكيد حياة الرؤساء او الزعماء مادة خصبة للمبدعين وصناع السينما والدراما، ولكن تضعهم فى حيرة شديدة بين الانتقاد بموضوعية والمجاملة فى احيانا اخرى، وبرغم من تقديم بعض الاعمال بعد انتهاء فترة رئاسة الحاكم الا انها جاءت معظمها مجاملة لفترتهم، والسؤال الذى يطرح نفسه حاليا هل من الممكن تقديم محاكمات الرؤساء دراميا أو سينمائيا وكيف يتم تناولها من وجهة نظر المبدعين.
هناك عدد قليل من الاعمال الفنية التى قدمت محاكمة الرؤساء على الشاشة، اهمها فيلم "ايام السادات" الذى قدمه الفنان العملاق احمد زكى واخراج محمد خان وتأليف احمد بهجت، وتناول الفيلم فترة رئاسة الرئيس الراحل انور السادات بشكل حيادى الى حد كبير حيث عرض السلبيات والايجابيات التى شهدها المواطن المصرى فى فترة رئاسته حتى قدم محاكمته ودخوله السجن لفترة طويلة الى ان قامت ثورة 23 يوليو ولكن ما يعيب الفيلم انه كان يبرر ما ارتكبه انور السادات من اخطاء طوال فترة رئاسته.
الفيلم الثانى الذى قدم عن الرئيس العراقى الراحل صدام حسين وهو بعنوان "بين نهرين " للمخرج البريطانى أليكس هولمز، والذى شارك فى بطولته عمرو واكد، ويعتبر النقاد الطريقة التي يتناول فيها الفيلم حياة صدام حسين مسيئة للعرب خاصة وان الممثل الاسرائيلي ايغال ناؤور هو الذى جسد دور الرئيس العراقي الراحل، وقد شهد الفيلم محاكمة الرئيس الراحل والذى ظهر بشكل سلبى، وقد تسبب هذا الفيلم فى هجوم حاد على الفنان عمرو واكد حيث اتهمته نقابة الممثلين بالتطبيع مع اسرائيل.
وقدمت ايضا محاكمة صدام حسين فى عمل درامى بعنوان "منزل صدام"، وقد رصد المسلسل حياة صدام حسين منذ بزوغ نجمه وتوليه الرئاسة في عام 1979 حتى محاكمته واعدامه في عام 2006، وقد شهد المسلسل العديد من الانتقادات العنيفة بسبب انه يسيئ بشكل كبير له.
كما قامت السينما الهندية بتقديم فيلمين يتناولان سيرة الراحل صدام حسين احدهما فيلم وثائقى بعنوان "من الرئاسة إلى السجن" بينما الاخر عنوان "محاكمة صدام حسين" ويرصد الفيلمان حياة صدام حسين منذ رئاسته الى محاكمته.
كما قدم الاعلامى طارق حبيب فيلما وثائقيا من انتاجه عن الرئيس الراحل محمد نجيب، باعتباره اول من شغل منصب رئيس جمهورية مصر عقب ثورة 23 يوليو 1952 وقدم الفيلم صورا نادرة للرئيس محمد نجيب واجزاء من خطبه امام الجماهير خلال فترة رئاسته الى جانب جزء من مذكراته التي كان قد سجلها بصوته اثناء اقامته في منزل زينب الوكيل بمنطقة المرج "شرق القاهرة"، كما كشف الفيلم عن جانب من حياة اول رئيس مصري مع أولاده الذين ولدوا اثناء خدمته في السودان، ويعرض جوانب الحياة العملية في حياة محمد نجيب بدءا من التحاقه بالكلية الحربية وعمله في سلاح الحدود وسلاح المشاة، كما تطرق الفيلم ايضا الى محاكمة الرئيس الراحل بعد قرار الرئاسة بعزله والاطاحة به وقرار بمحاكمته بعد الخلاف القوى الذى نشب بينه وبين باقى قيادات الثورة على بعض الامور السياسية التى شكلت خلافا جوهريا بينه وبين القادة.
وكانت هناك ايضا افلاما تقدم الرؤساء ومحاكمتهم دون الاشارة لهم او بمعنى ادق بشكل رمزى منها فيلم "ظاظا" والذى قام ببطولته هانى رمزى الذى قدم صورة الرئيس مبارك بشكل كوميدى، ويظهر الفساد الذى تفشى فى هذه المرحلة، وفى نفس الوقت يشجع على ضرورة محاكمة هؤلاء الذىين يعبثون فى الارض فسادا، ومن بين هذه الافلام ايضا "زيارة السيد الرئيس" بطولة محمود عبد العزيز ونجاح الموجى وهياتم ويوسف داود ويدور حول اشاعة تصل لقرية فقيرة تقول ان الرئيس الامريكى نيكسون سوف يزور القرية حيث يقف القطار على المحطة اثناء زيارته لمصر مع الرئيس السادات، وهنا تستعد القرية بكل اوجاعها فى سخرية مريرة لتعرضها على رصيف المحطة ولكن قطار الرئيس لا يقف على محطة الغلابة.
ويأتي فيلم "طباخ الريس" ليقدم رئيس لمصر وان كان الزمن محددا وواضحا ولكن شخص الرئيس فقط هو المجهول، واذا امتلكنا عقولنا فلن يكون هذا الرئيس شخص اخر غير مبارك، الذي أظهره الفيلم وكأنه الوحيد الذى لم يكن يرى انه محاط بالفاسدين الذين يخفون عنه حقائق مذهلة عن شعبه، ابسطها سعر طبق الكشرى.
يقول المؤلف بشير الديك ان تقديم اعمال فنية عن محاكمات الرؤساء امر من الصعب ظهوره فى الفترة الحالية فلابد من دراسة الامر وانتهاء جميع المحاكمات حتى يمكن للمبدع ان يقدمها من منظوره الفني بما لا يخالف الاحكام التى اقرها القضاء وبالتالى فمن الافضل ان يتم تقديمها فى الفترة المقبلة.
ويضيف بشير الديك: تم تقديم العديد من الاعمال الفنية عن بعض الرؤساء ولكن ظهرت مبتورة ولقت العديد من الانتقادات لذلك ارى انه من الافضل الانتظار والتأنى فى تقديم مثل هذه الاعمال، لانها فى النهاية ترصد تاريخ امة ولابد ان يتم رصدها بشكل دقيق.
اما من الناحية الرقابية فيقول الديك: اتصور انه لا يزال لدينا بعض المخاوف فى تقديم مثل هذه الاعمال بدليل ان هناك اعمالا تم منع عرضها، وهناك اعمال اخرى تدخلت بها الجهات السيادية مما افسدت المضمون الفنى، وبالتالى فان هذه الاعمال لم تقدم بالشكل الذى يراه المبدع.
بينما يرى المخرج محمد فاضل ان تقديم اعمال فنية عن محاكمات الرؤساء امر فى غاية الصعوبة فى الفترة الحالية، واتصور انه لن يتم تقديمها بشكل حيادى وموضوعى، وهذه هى القضية الرئيسية ان يقوم المبدع برصد كل الاحداث سواء كانت ايجابية او سلبية بشكل موضوعى وحيادى لانها ترصد تاريخا.
ويشير "فاضل" الى ان هذه النوعية من الافلام تحتاج الى وقت طويل لتقديمها على الشاشة، ولانها تستغرق الكثير من اجل التحضير لها وهو امر متعب بالنسبة الى اى مبدع، وبالتالي هناك ايضا بعض العقبات التى تقف حائلا بين المبدع والرقابة او الجهات السيادية.