أكد الموسيقار الأردني زيد ديراني أن الفن الحقيقي لغة لا تعرف حدودا أو مسافات وأفضل الطرق لمحاربة العنف والتطرف في المجتمعات ، لافتا إلي أن السياسة قد تفرق في بعض الأحيان بين الشعوب ، أما الفن الحقيقي فهو لغة توحد الشعوب ويكسر أي حواجز أو مسافات.
وقال زيد ديراني،في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط،إن الفن نابع عن حس الانسان وفكره وبالتالي فهو لغة لا تعرف حدودا أو مسافات أو حواجز أخرى ، مشيرا إلي أنه عندما يؤدي الفنان بصدق وإخلاص ، فإن البشرية بأجمعها تفهمه لأن ليس فيه تكلف ، مؤكدا أن البساطة والصدق أهم مقومات نجاح الفن الحقيقي.
وأضاف : "الفن ضد التعصب،ولذا فإن الفنانين يرفضون كل أشكال التعصب،لأن أي إجبار يكون له رد فعل عكسي..والسياسة قد تكون أحيانا سببا في الاختلاف والتفرقة أما الفن الحقيقي فهو يجمع الشعوب ويوحدها".
وأوضح أنه يمكن التواصل عبر الفن والموسيقى مع الشباب أمل المجتمعات العربية ، والاستفادة من الطاقة التي بداخلهم ، لأن الشباب العربي يرغب ويتطلع إلى مستقبل أفضل..وبإمكانهم أن يشكلوا سويا جبهة لمواجهة التطرف ليس فقط من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وإنما أيضا من خلال الفنون التي يقدمونها ، مضيفا : " الفن والموسيقى رسالة أمل وبدون الأمل نخسر أي معركة نواجهها".
وشدد الموسيقار الأردني زيد ديراني على ضرورة أن تقدم كل الفنون بشكل جيد ، لننقل من خلالها كل الرسائل الإيجابية للمجتمعات العربية ، مشيرا إلي أنه بإمكاننا الاستفادة من الفن باعتباره تحرر فكري في مخاطبة الشباب وبث الأمل في نفوسهم ، مؤكدا أنه بإمكان الموسيقى أن تسهم في إحداث التغيير في ظل دعوات التطرف.
وأوضح ديراني أن حب الإطلاع والتجديد الدائم أمر هام لمواكبة التغييرات التي يشهدها العالم والتنافس مع الغرب في كل المجالات ، مشيرا إلي أنه كي ننافس ونسبق الغرب ، فإنه ينبغي علينا الإبداع وابتكار شيئا مختلفا حتى يكون لنا بصمة واضحة في الفن وغيره من المجالات.
وعن نظرته كفنان للعلاقات المصرية الأردنية ، قال ديراني إن علاقات الأخوة والمحبة تربط بين مصر والأردن ، ونحن تربينا على الثقافة المصرية وأثر فينا الفن المصري بكل أشكاله بمبدعيه أمثال محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وعادل إمام وغيرهم من الفنانين ، وأعتز بأنني سأقف على خشبة مسرح دار الأوبرا لأول مرة في مصر يومي الثاني والثالث من شهر مارس المقبل في حفلين تخصص إيراداتهما بالكامل لصالح صندوق تحيا مصر وهذه هدية متواضعة لمصر ، وخاصة أن هناك فنانين انطلقوا إلى العالمية عبر دار الأوبرا المصرية.
وأضاف إن مصر قبلة الفنانين وصاحبة الفضل على العديد من الموسيقيين والمطربين العرب ، معربا عن أمله أن تكون تلك الزيارة شهادة ميلاد فنية جديدة له.
وأبدى الموسيقار الأردني زيد ديراني ، اعتزازه بالوقوف على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية لأول مرة بشكل رسمي بإحياء حفلين لصالح صندوق "تحيا مصر" ، لافتا إلي أنه سيقدم خلال الحفلين مع أوركسترا دار الأوبرا مقطوعات موسيقية جديدة وأخرى قد قدمها من قبل ، تتسم بالبساطة وعبارة مزج بين الشرقي والغربي.
وأشار إلي أنه يعتزم خلال الفترة القادمة ، إحياء عدد من الحفلات في عدد من دول العالم العربي والولايات المتحدة ، إلي جانب اعتزامه طرح "سي دي" جديد خلال الصيف المقبل يضم مقطوعات جديدة بيانو وأساليب إنتاج حديثة وموسيقى شبابية على البيانو.
وأكد أنه يسعى إلى تطوير أسلوبه وأدائه على آلة البيانو كما يحرص دائما على نقل رسالة إلي الشباب يدعوهم فيها إلي ضرورة التمسك بأحلامهم والتفاؤل والأمل بغض النظر عن الصعوبات والضغوط التي تواجههم ، كما يحرص على توجيه دعوة للشباب دائما تتلخص في حب الحياة والعيش على الأمل والبعد عن التطرف والصراعات وأن نسعى وراء حلمنا من خلال الجهد والعطاء.
جدير بالذكر أن الموسيقار زيد ديراني يعد أحد أشهر عازفي البيانو والملحنين الأردنيين ، درس في المعهد الوطني للموسيقى بعمان "الأردن" وكلية بيركلي للموسيقى في بوسطن "الولايات المتحدة" ، وقدم عدة حفلات أمام مجموعة من المشاهير والملوك والرؤساء في العالم من بينهم الملكة اليزابيث ، نيلسون مانديلا ، الدالاي لاما ، ولورا بوش.
وعزف زيد ديراني كسوليست مع العديد من أعرق وأشهر فرق الأوركسترا في العالم من بينها أوركسترا لندن "الفيلهارمونية الملكية" ، جوقة أصوات لندن وغيرها من الفرق ، كما حصل على العديد من الجوائز العالمية من بينها جائزة لجنة مناهضة العنصرية العربية الأمريكية عن أعماله التي نالت قبولا جماهيريا كبيرا على الصعيد العالمي،وجائزة وزارة التربية والتعليم الأردنية لفنون الموسيقى العربية الأمريكية ، وأصدر 3 اسطوانات تعكس كل منها أحد مراحل مشواره الفني هي زيد ، طرقات إليكم ، وعالم جميل.