استيقظ الوطن العربي في الــ28 من شهر نوفمبر عام 2003 علي خبر مقتل المطربة التونسية ذكري بعد مقتلها علي يد زوجها ايمن السويدي.
وأنهي هذا الحادث المأساوي قصة نجاح مطربة أشاد الجميع بصوتها وكان من المتوقع أن تحقق نجومية كبيرة في عالم الطرب، ولكن القدر كان له رأي آخر.
ذكرى، أو عانس بنت محمد الدالي، وهو اسمها الحقيقي، مولودة في16 سبتمبر1961 بمنطقة وادي الليل في تونس، وكانت أصغر أخوتها الثمانية، وكانت معروفة بحنانها مما جعلها أقرب فرد لجميع أفراد عائلتها وأقربائها وحتى جيرانها وقد دخلت المدرسة الابتدائية في "وادي الليل" ثم ابتدائية "الخازندار".
بدأت الغناء أثناء وجودها في المدرسة وكان والدها يشجعها على الغناء بينما لم تتقبل والدتها ذلك. كانت لها القدرة على أداء جميع أنواع الأغاني بغض النظر عن صعوبتها. بعد وفاة والدها بدأت والدتها بدعمها كما فعل جميع اشقائها.
في سنة 1980 شاركت في برنامج المسابقات "بين المعاهد" بأغنية "اسأل عليا" لليلى مراد، وهي نفس الأغنية التي شاركت بها بعد ذلك ببرنامج الهواة "فن ومواهب" واحب الحكام صوتها وفازت بالجائزة الكبرى في النهائي يوم 23 يوليو 1983 بأداء مبهر ورائع لأغنية "الرضى والنور" لأم كلثوم، فانتبه لذلك عز الدين العياشي، وكانت تذكرة دخولها لكورال البرنامج.
في سنة 1983 سجلت أول أغنية تم تلحينها خصيصاً لها من عز الدين العياشي "يا هوايا"، وهذه كانت السنة التي أدت فيها أول حفلة في مهرجان قرطاج بتونس.
انضمت بعدها إلى فرقة الاذاعة والتلفزة التونسية بقسم الأصوات، وهناك قابلت السيد عبد الرحمن العيادي الذي لحن معظم اغانيها فيما بعد. في حينها كانت ذكرى معروفة بقوة صوتها وإمكانياتها لأداء جميع أنواع الاغاني بما فيها القصائد والموشحات والاغاني الطربية.
لم تنتقل إلى مصر مباشرة بل انتقلت إلى ليبيا لفترة وخلالها تعاملت مع كبار عمالقة الفن الليبي مثل محمد حسن، علي الكيلاني، عبد الله منصور، سليمان الترهوني، رمضان كازوز، خليفة الزليطني، عمر رمضان، وغيرهم. واختيرت أجمل من غنى الليبي من فنانات العالم العربي وهي الفنانة الوحيدة التي تملك أكثر الالبومات الليبية إلى اليوم، حيث كانت بداياتها في ليبيا عام 1987 في الخيمة الغنائية مع الفنان محمد حسن في عملى "الحب النقى" وأغنية "على أدلل". وذاع صيتها في ليبيا لفترة طويلة.. غنت الوان من الغناء التراثى الصعب فأتقنته بجدارة حتى أنها كانت من مؤسسى سلسلة رفاقة عمر التراثية الرمضانية لمدة 16 عاما متتالية ويقال أن آخر عمل قامت بتسجيله كان في ليبيا قبل ذهابها إلى مصر لتلقى حتفها هناك وليس كما يقول البعض أنه ألبوم "يوم عليك".
اصدرت العديد من الالبومات منها "بحرت"، و"شن درنالك" و"نفسي عزيزة" كان آخر البوم ليبي صدر لها في 2003 وهو كلمات عبد الله منصور وقد ربحت أغنية "نفسي عزيزة" جائزة أفضل أداء وكلمات في مهرجان شرم الشيخ بمصر، بالإضافة إلى مشاركتها في نفس السنة في برنامج "رفاقة عمر".
بعد مشوارها الغنائي في ليبيا انتقلت ذكرى لتونس وبعدها هاجرت إلى مصر لتبدأ منها شهرتها في الوطن العربي. هناك التقت الموسيقار هاني مهنا الذي انتج لها البومين وهما "وحياتي عندك" في سنة 1995 والذي كان البوما ناجحاً في الوطن العربي، بعدها انتج لها البوم "أسهر مع سيرتك" في سنة 1996 الذي لم يلاق النجاح المطلوب بسبب عدم توفير الدعاية الازمة.
قوة صوتها جعلت العديد من كبار ملحني مصر يسعون للتعاون معها منهم صلاح الشرنوبي وحلمي بكر.
أدت ذكرى اغنيات بأكثر من لهجة منها الخليجية، واختيرت مرات عديدة كأفضل مطربة خليجية رغم أنها تونسية الأصل. وقد تسبب نجاحها الخليجي في توجه العديد من المطربين والمطربات العرب لإنتاج أعمال غنائية خليجية.
وبعد مقتلها حرص العديد من الفنانين من جميع الدول العربية علي حضور جنازتها في تونس بمدينة منفلوري.
قام بعض المغنين والمغنيات بتقديم بعض اغاني ذكرى كتحية لها مثل أصالة نصري التي غنت "الين اليوم"، وشيرين التي غنت "مش كل حب" وغادة رجب التي غنت "الاسامي" وسميرة سعيد التي غنت "بحلم بلقاك".
غير ان المطربة لطيفة التونسية لم تغن إحدى اغنيات ذكرى بل قامت بتسجيل أغنية فلكلورية تونسية باسم "في الغربة" واهدتها لذكرى بالإضافة انها اهدتها جائزة "موريكس دور" لأفضل مطربة عربية في سنة 2003، وطلبت من اللجنة المنظمة باستبدال الريبورتاج عنها بآخر عن ذكرى.