- "أخبار الأدب" تعيد الصحافة الأدبية إلى المشهد
- مجلات فنية متخصصة تتوسط الأعداد.. ومقالات بأقلام أرباب الصحافة
- رئيس التحرير: المهمة صعبة والوظيفة من الصعب أن يتقبلها عاقل
وبين أصالة الأدب قديمه وحديثه.. وعلى اختلاف أنماطه وقوالبه بداية من الرواية والقصص الأسطورية، مرورا بالقصيدة وانتهاءا بأدب الفيس بوك ومواقع التواصل الإجتماعي ، كان التصفح شيقا ، والإستطلاع ممتعا.. حتى بين السطور والحكايات التي عرضت لك من قبل.. إلا أن التناول من زاوية لم تدركها من قبل قد يأخذك مع نفس الموضوع المستهلك الى عالم آخر من المعرفة، أو تخيل لم يرنو إليه عقلك أو تلمسه جوارحك.
ومن أسنة الأقلام الثمينة فكريا دائما يأتي إبداع من نوع آخر ، تستطيع أن تكون جزءا منه بصفتك قارئا لـ "أخبار الأدب" في نسخها الأخيرة التي طالما أعادت الى الأذهان نشأة الصحافة في عهدها الأول عندما بدأت "أدبية" تمزج بين الأدب والواقع في صورة أقرب للتأريخ والأرشفة.
والواقع أن حشو العقول هو أصعب ما يمكن أن يتولى مهامه أي عاقل ، والقائم على أمر الثقافة إن أدرك قيمة ما يفعل لن يهدأ له بالاً أو يستقر له جنباً حتى يستقر ضميره الى ما يفعل أو ما فعل قبل ذلك.
وهذا بالتحديد ما فطن اليه الكاتب الصحفي "طارق الطاهر" رئيس تحرير "أخبار الأدب" والذي تحمل على عاتقه إخراج دوريته في شكل يقارب المثالية في اللغة ، والأصالة في التراث الثقافي ، والمرونة في التنوع والشكل ، حيث اعترف بشجاعة في مقاله " جهل رئيس التحرير" – العدد 1112 – بأن المهمة صعبة والوظيفة من الصعب أن يتقبلها عاقل ، مستندا الى اعتراف تاريخي للصحفي " حسين شفيق" رئيس تحرير مجلة "كل شيء والدنيا" عام 1934.
وقال الطاهر نصًا: قد يكون هذا هو الاعتراف الأول لي ، بعد تجربتي في رئاسة تحرير أخبار الأدب، التي لم يمض عليها سوى
أشهر قليلة.. الإعتراف هو أن منصب رئيس التحرير من أصعب المناصب التي يمكن أن يتولاها عاقل في مصر.
ومن اللافت للنظر تضمين الأعداد لمجلات متخصصة للمهتمين بأنواع الفنون على اختلافها ، ففي العدد 1111 - 9 نوفمبر 2014 جاء ملف "بستان الترجمة" الذي تناول فن من أروع الفنون التي لعبت دورا رئيسا في انتشار الآداب والفنون بين الشرق والغرب.
وفي العدد 1112 – 16 نوفمبر – جاءت مجلة صحافة زمان لتعبر بالقارئ الى العصر الذهبي للصحافة وتجول به بين سطور التاريخ بأقلام عظام الكتاب وأرباب الصحافة ، كما أوردت عبارات بخط يد كبار الكتاب والصحفيين مثل المازني والعقاد وخليل ثابت وأنطون الجميل وأحمد ماهر.
كما نشرت صورا لنساء مصر الصحفيات في ذلك الوقت مثل منيرة ثابت ، وسيزان براوي ، وأمينة السعيد ، وسهير القلعاوي ، ونبيلة أحمد.
وفي العدد 1113 – 23 نوفمبر 2014 ، كانت مجلة "الفنون البصرية" والذي نزلت الى عالم الشباب واهتمامات جيل الثورة وانجذابهم الى مواقع التواصل الإجتماعي فنشرت حوارا لفنان "الورقة" اسلام جاويش ، كما تناولت فن الكوميكس وطريقته في الإسقاط على الواقع.
الخلاصة.. أن مطالعة الدورية أسبوعيا بمثابة وجبة ثقافية دسمة للقارئ والمعني بأدب الكلمة وفن الكتابة وسحر اللون ، وهي انجاز حقيقي للقائمين عليها ، غير أنه يؤخذ عليها عدم بسط مساحة أكبر لأدب الشباب المعاصر من الشعراء والمؤلفين والذين حققوا نجاحات كبيرة في الشارع قياسا على انتشار قصائدهم ونسبة بيع كتبهم.