لم يكن نجاح الفنانة اللبنانية صباح يعتمد علي صوتها وحنجرتها المتميزة صاحبة الصوت الجبلي أو لعذوبة وتميز الألحان؛ حيث إنها تعاملت مع أشهر الملحنين. أو على اختيارها الصحيح للكلمات وإنما استخدمت صباح وسائل أخرى لتصل بها إلى عقل وقلب الجمهور فقد كان لطلتها الراقية وارتداؤها أرقى وأشيك الأزياء سببا قويا في تميزها وانتشارها.
أيضا ما كانت تنفرد به الشحرورة تلك الطريقة التي كانت تغني بها وهي "الدلع" الذي يوحي في بعض الأحيان إلي الإثارة
هذا الأسلوب لم يتماشى مع عاداتنا وتقاليد الشعب المصري ما جعل الإذاعة المصرية من منع أغنيته (ياه *) لأن الدلع عند كلمة (ياه ) كانت تستعمله بطريقة مبالغة وغير لائقة وهو ما رأته الإذاعة آنذاك بأنها تثير أعصاب الرجال ومن جهة أخرى للفتيات المراهقات حيث سيعتبر ذلك فيما بعد الأسلوب الأمثل في التعبير عن الحب والهيام.
لم يرق هذا التصرف للموسيقار محمد عبد الوهاب ملحن الأغنية فقد اعترض على المبدأ من أساسه وسبب منع أغنية لها السبب ؟ ولم يكن يعلم أن هذا التصرف من قبل الإذاعة ما هو إلا دعاية جديدة مجانية للأغنية وللحن أيضا.
قام بمحاولات كثيرة لإعادة إذاعتها وخاصة بعدما ظلت حبيسة الأدراج ما يقرب من ثلاث سنوات.. وأخيرا توصل عبد الوهاب لحل يرضي جميع الأطراف وهو بعرضه على المسئولين بالإذاعة بأن يعاد غنائها مرة أخرى ولكن بشرط ألا تكون بلا دلال أو أي إيحاءات وبالفعل وافق مسئولو الإذاعة وقامت صباح بتسجيلها مجددا وأفرج عن الأغنية الحبيسة على الفور.. بل غدت أغنية (ياه) من أشهر أغاني المطربة اللبنانية صاح وذلك حسبما جاء في مجلة (الموعد ) عام 1957.