دراسة أثرية تكشف عن 120 توقيعا للفنانين المسلمين على العمائر الإسلامية
أكدت الدراسة الأثرية للباحث الآثرى أحمد كمال ممدوح الباحث بمركز تسجيل الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار وعنوانها " الفنان فى العصر العثمانى بمصر " أن الحضارة الإسلامية بفنونها الزخرفية المختلفة على المعادن والأخشاب والفخار والخزف والنسيج وإبداعاتها فى الهندسة المعمارية للمساجد والقلاع والقصور والمنازل والأسبلة والحمامات والحدائق جسدت إبداعات الفنان المسلم مبدع هذا التراث الفنى والمعمارى الفريد.
وأكد كمال - فى تصريح له اليوم - أن الفنان المسلم استلهم إبداعاته من عقيدته النورانية الفكر وأن دراسته تنصف الفنان المسلم والذى ظلم كثيراً رغم الاهتمام الكبير التى حظيت به الحضارة الإسلامية مقارنة بالفنان الأوروبى الذى كتب عنه الكثير وصيغت مجلدات عن تاريخ الفن الأوروبى من خلال فنانى الغرب فى نفس الوقت الذى وصل فيه التجاهل للفنان المسلم إلى حد نفى الإبداع عنهم واتهامهم بغياب الشخصية اعتمادا على قلة توقيعاتهم على أعمالهم وقلة المعلومات المتوفرة حول شخصياتهم وأعمالهم بالمصادر التاريخية المعاصرة والتى اهتمت غالبا بالتأريخ للحكام والعلماء .
واشار إلى أن الدراسة كشفت عن 120 توقيعا للفنانين المسلمين على أعمالهم على العمائر الإسلامية وهو ما يعد إبرازا لقيمة الفنان المسلم صانع هذه الحضارة العظيمة.
من جانبه ، عرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان جوانب هذه الدراسة الهامة ، مؤكدا أن النصوص الكتابية المسجلة بها توقيعات الفنانين المسلمين المسجلة على أعمالهم تكشف عن عبقرية هؤلاء الفنانين وتحدد شخصيتهم وثقافتهم وتسجل ما غفلت عنه المصادر التاريخية العربية وأن الكشف عن أسماء المهندسين والبنائين والنجارين وغيرهم ساهمت فى التعرف على العديد من الجوانب الاجتماعية والتنظيمية التى تمس هؤلاء الفنانين والصناع وطبيعة الأعمال التى يقومون بها ، كما قدمت أحيانا بعض المعلومات عن شخصيات المنشئين للعمائر الإسلامية وقد اتضح ذلك فى نصوص مدينة القصر المملوكية بالداخلة بالوادى الجديد.
واوضح أن الدراسة تناولت التراجم الخاصة بأهم الفنانين والصناع والتى أمكن العثور عليها بالمصادر التاريخية أو تمت صياغتها من خلال النصوص والأعمال الواردة بالبحث وتحديد السمات الفنية الخاصة بكل فنان وما يميز إنتاجه ومعرفة إذا ما كانت هناك مدرسة فنية ينتمى إليها وتقديم معلومات عن أسلوبه وأساتذته وحياته.
وتابع ريحان أن أكثر التخصصات توقيعا هم النجارون وأكثرها لصناع المنابر الخشبية لأنها أكثر الأعمال التى تحتاج إلى مجهود وإبداع من الصانع حيث إن كل جزءا من أجزائها يختلف فى صنعته ، كما أن المحراب فى مواجهة المصلين دائماً ومحط أنظارهم وانتقاداتهم ويليهم الخطاطون القائمون على تنفيذ النصوص الكتابية ثم البناءون والمهندسون هذا إلى جانب صناع المزاول والرخام والخزافون والمزخرفون أو النقاشون وصناع الفضة.
واضاف إن الدراسة تعرضت لأسماء الفنانين الذين وقعوا على أعمالهم ومنهم ابن العليش الذى قام بزخرفة جامع سارية الجبل بقلعة صلاح الدين و على بغدادى الخطاط الذى قام بكتابة النصوص أعلى واجهة الجامع الأزهر وعلى بن نشأت الذى قام بزخرفة واجهات عمائر عبد الرحمن كتخدا مثل سبيله بشارع المعز وفنانى منازل ومساجد رشيد النادرة وآثار فوة ومدن محافظة الغربية ومدينة القصر المملوكية والتى تمثل حالة فريدة من حيث العدد الكبير من التوقيعات المسجل بها.