- عرض مشكاوات أثرية مسروقة من مصر للبيع بالخارج
- دوريس: المشكاوات سرقت في 2013 قبل تفجير مديرية أمن القاهرة المواجه للمتحف
- أحد هواة جمع التحف بالخارج اشترها بـ500 ألف دولار..وطلب إثبات رسمي من "الاثار" لاعادتها لمصر
- الآثار تحقق فيما نشر عن سرقة المشكاوات أثرية نادرة من مخزن متحف الحضارة
- مدير السلطان حسن:مشكاوات متحف الحضارة كاملة ولم تسرق أي منها.
دائما ما تتعرض الاثار المصرية للسرقة والتهريب للخارج لبيعها بمبالغ باهظة، نظرا لقيمتها الاثرية، وخاصة بعد قيام ثورة 25 يناير وتعرض مصر لحالة من التدهور الامني.
انتقدت الدكتوره دوريس ابو سيف استاذ الآثار والفن الاسلامي بجامعة لندن تأخر وزارة الآثار في إصدار تقرير عن سرقة مشكاوات من ضمن مقتنيات متحف الحضارة.
وكشفت الدكتورة دوريس أبو سيف عن تفاصيل واقعة عرض المشكاوات المسروقة للبيع بالخارج والتي تعود لعام 2013 اي قبل تفجير مديرية أمن القاهرة المواجه لمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة، مؤكدة أن شخصا من هواة جمع التحف بالخارج اتصل بها وأرسل إليها صورا لمشكاوات قال إن شخصا عرضها عليه للبيع لكنه شك في احتمالية أن تكون أثرية ومسروقة من مصر.
وقالت دوريس : "تأكدت بالفعل أن اثنين من تلك المشكاوات مسروقة بحكم تخصصي في الفنون الإسلامية ودراستي الجيدة للقطع الفنية المملوكية ، وقارنت الصور التي أرسلها لي الخاصة بتلك المشكاوات الأثرية بكتالوج متحف الفن الإسلامي بالقاهرة فوجدت قطعتين منها هي نفس القطع المعروضة للبيع".
وتابعت دوريس :" بعد هذه الواقعة حدث تفجير متحف الفن الإسلامي بالقاهرة ، فأبلغت عدد من صالات المزادات بالخارج بصور المشكاوات المسروقة لمنع بيعها ومن ثم التضييق على سارقي هذه المشكاوات".
وتضيف دوريس :"منذ شهرين اتصل بي أحد هواة جمع التحف بالخارج وعرض علي صور لنفس المشكاوات وقال أنها عُرضت عليه بمبلغ 500 ألف دولار للمشكاة الواحدة ففحصت الصور مرة أخرى وتأكدت أنها أيضا مسروقة من مصر فأبلغته بذلك ونصحته بإعادة القطعة التي اشتراها لمصر فطلب إثبات رسمي من وزارة الآثار أنها كانت مودعة بمتحف الفن الإسلامي كشرط لإعادتها لمصر".
وتابعت : "الشخص الذي اشترى القطعة عندما علم انها قد تكون مسروقة من مصر عرض اعادتها لمصر فور طلب وزارة الاثار ذلك".
وأكدت دوريس أنها أبلغت مسئولين بوزارة الآثار بتفاصيل الواقعة كما طالبتهم بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة القطع المسروقة والتي تضم مشكاوات من العصر المملوكي. إلى جانب جرد المقتنيات الزجاجية التي لديهم من مشكاوات وإرسال نشرة للانتربول ومخاطبة صالات المزادات رسميا لإثبات أنها قطع أثرية مسروقة لحظر بيعها. بالاضافة الى ان ذلك سيمكنهم من اعادة القطعة المسروقة التي توصلنا لمكانها لكن الوزارة لم تتخذ أيه إجراءات إلى الآن.
وتقول دوريس :" مسئولون بوزارة الاثار أكدوا لي أن القطع كانت بالفعل موجودة فى متحف الفن الإسلامى وتم نقلها في 2007 إلى مخزن الفسطاط التابع لمتحف الحضارة ، وقد شكلوا لجنة بالفعل للرد على طلبي لكن لم يصلنى الرد إلى الأن "، متسائلة : هل ننتظر حتى تباع تلك القطع؟ ومن صاحب المصلحة في تأخر صدور نشرة للانتربول بالقطع المسروقة من تراثنا الأثري؟
وفي نفس السياق صرح الدكتور محمد فوزي رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، بأنه تم تشكيل لجنة للتحقيق فيما نشر بإحدى الصحف عن وقائع سرقة أربع من أروع المشكاوات الإسلامية الأثرية المصرية النادرة بعضها منسوب إلى كل من السلطان حسن والسلحدار، والتي تم تهريبها إلى الإمارات، لعرضها للبيع على الأثرياء الخليجيين من هواة اقتناء التحف الأثرية.
وأوضح فوزي، في تصريح له اليوم الثلاثاء، أن تلك المشكاوات النادرة كانت موجودة في مخازن تل البندارية، ثم نقلت إلى مخزن رشيد ثم تم تسليمها لمخزن متحف الحضارة بالفسطاط .. مشيرا إلى أن اللجنة المشكلة ستعمل على التأكد من أن المشكاوات الموجودة في مخزن متحف الحضارة أصلية أم مقلدة، تمهيدا لفتح تحقيق موسع واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
من جانبه، استبعد الدكتور مختار الكسبانى أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة وعضو لجنة سيناريو العرض المتحفي بمتحف الحضارة القومي بالفسطاط، أن تكون تلك المشكاوات كانت موجودة في مخزن تل البندارية أو مخزن رشيد .. مؤكدا أنه تم اختيار تلك المشكاوات من متحف الفن الإسلامي بالقاهرة وهى مسجلة بكتالوج المتحف الرسمي المسجل فيه جميع الأعمال الزجاجية الأثرية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ثم تم تخزينها في مخزن متحف الحضارة الرئيسي بالفسطاط وأنها لم تكن ضمن معروضات متحف الفن الإسلامي الذي تعرض للانفجار في يناير الماضي.
وأكد الكسباني، أن المشكاوات الموجودة في مخزن متحف الحضارة بالفسطاط أصلية وغير مقلدة، خاصة وأن المتحف مؤمن على أعلى مستوى، ورغم ذلك أشار إلى أنه تم تشكيل لجنة من المتحف للتأكد من أثريتها.
وحول ما صرحت به الخبيرة المصرية البروفيسور دوريس أبوسيف أستاذ تاريخ الفن والحضارة بجامعة سواس بلندن، والتي اكتشفت تلك الواقعة، قال الكسبانى"إن الدكتورة دوريس قيمة علمية ولكن هى تحدثت عن رؤيتها لصور لتلك المشكاوات فقط"، مطالبا بتشكيل لجنة عليا بقرار وزاري تضم نخبة من الفنيين والمتخصصين للتأكد من أثرية تلك المشكاوات النادرة المخزنة في مخزن متحف الحضارة بالفسطاط وإعلان الحقيقة للجميع".
ونفي الدكتور جمال مصطفى مدير عام منطقة آثار السلطان حسن والرفاعي ما تردد عن سرقة مشكاوات من ضمن مقتنيات متحف الحضارة قبل واقعة تدمير المتحف الإسلامي عقب تفجير مديرية أمن القاهرة وبيعها في الخارج.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" .. المشكاوات الخمس الموجودة بمتحف الحضارة بحالة جيدة وليس لها علاقة بالصورة المنشورة وقيل إنها قطعة مسروقة,حيث تم تشكيل لجنتين لمعاينة هذه المشكاوات والتأكد من أثريتها وهى محفوظة بمخازن متحف الحضارة,وأنا أعرف هذه المشكاوات حيث إنه قد تم إستلام أربع مشكاوات من متحف الفن الإسلامى والخامسة من مخازن البندارية,وكنت وقتها مشرفا فنيا على متحف الحضارة.
وأضاف:أؤكد بأن إستلام أى قطعة من قطع متحف الحضارة كانت تُحدد من قبل لجنة المعاينة من الآثاريين كانوا يقومون بمسح مخازن الآثار وكنت رئيس اللجنة الخاصة بجمع الآثار الإسلامية والقبطية,وبعد المعاينة والحصر يتم العرض على اللجنة الفنية المنبثقة عن اللجنة العليا لسيناريو المتحف وكانت تضم أستاذ دكتور أبو الحمد فرغلى وأستاذ دكتور جمال عبد الرحيم والدكتور مختار الكسبانى ومجموعة من الزملاء من المتحف القبطى وبعض الأساتذة المتخصصين فى الآثار القبطية,وعند إعتماد صلاحية هذه القطع لسيناريو العرض المتحفى للمتحف يتم إستلامها بعد اتخاذ كافة الإجراءات الفنية والإدارية بكل دقة.