
والرواية التي ستصدر خلال أيام عن مركز الأهرام للنشر بغلاف للفنان أحمد اللباد ، تعتبر باكورة سلسلة جديدة هي روايات الأهرام، التي يرجع الفضل في تأسيسها إلى مدير المركز القاص والروائي محمد الشاذلي ، وهي في الوقت نفسه تعد آخر ما كتب محمد ناجي من روايات، ويواكب صدورها رحيله المفجع وهو في أوج عطائه الأدبي.
وكما جاء على ظهر الغلاف ، فإن في نسيج الرواية قصة حب بين فتى وفتاة لكن الروائي لا يفرض لهما إلا مساحة صغيرة وسط حكايات الشخصيات الأخرى بحيث يبدو لحن الغرام الذي يجمعهما مشتتا متقطعا وسط سيمفونية واقعية معقدة التفاصيل ، وصفحة بعد صفحة يتعرى الحب من براءته وبهجته ويختنق تحت وطأة واقع يحكمه عجائزه.
ويتسق بناء الرواية مع لغة يعلو فيها المجازي على الواقعي بحيث تسيطر أخلاط أحاديث العجائز المستعادة على الواقع وتبدو الطبيعة وكأنها أسلمت نفسها لدوراتها المقدرة دون رغبة حقيقية في الفعل لقد ملت الأرض دوراتها المعتادة وشاخت الريح والشمس وكلل الشيب رؤوس الملائكة.