يتضمن العدد الخامس والأربعون من مجلة "الجوبة" الثقافية، ملفا خاصا عن الأندية الأدبية، في السعودية، اشتمل على رؤى عدة، بينها ما ذهب إليه الدكتور صالح زياد من أن اختصاص تلك الأندية بالأدب (أي بالفن الذي يتركز في اللغة اللسانية) هو اختصاص متعلق بنخبة اجتماعية محددة، مشيرا إلى أن من غير المجدي أن نصنع تطويرا ثقافيا مالم نعد هيكلة الأجهزة المعنية بالفنون والآداب.
أما محمد علي قدس فطالب بعودة جائزة الدولة التقديرية في الأدب، وتأسيس الصندوق التعاوني لدعم الأدباء، وتشكيل المجلس الأعلى للثقافة والآداب والفنون والتوسع في النشاطات المسرحية والسينمائية.
بينما يقول الدكتور عبد الواحد بن خالد الحميد: ربما لن تتحقق في المدى القصير الصورة المثالية التي يطمح إليها معظم المثقفين، لكن ممارسة الانتخابات، على مستوى الأندية الأدبية، والاستفادة من الأخطاء يثري التجربة وينضجها، وإذا كان المثقفون يضيقون ذرعا بالانتخابات؛ لأن نتائجها لا تعجبهم بسبب حداثة التجربة ووجود الأخطاء، فلن تنضج هذه التجربة أبدا، وسوف تظل النوادي الأدبية تعاني من القصور الذي هو صفة ملازمة للعمل البيروقراطي الوظيفي الذي تحكمه لوائح التعيين وفرض الوصاية.
ولا يخفي الأديب عبدالرحمن الدرعان تفاؤله بالإدارة الجديدة للأندية الأدبية قائلا : لا أعتقد أننا نغامر في الاعتراف بأننا لن ننتظر من هذه الأندية التي ما تزال تطوف في الظلام، مكبلة بأغلال العوز المعرفي وغياب الرؤية، أن تواكب الراهن، ولا أن تقدم الإضافة والتغيير، غير إن ما يجعلنا نبتهج قليلا هو أن هذه الإدارة العامة للأندية تتداول – وهو ما لم يعد خافيا- هذه الأسئلة، وتشاطرنا هذه الهواجس، بحثا ربما عن بدائل لهذه الأندية.