
وبعد نشأة هيئة الاذاعة المصرية تقدمت ليلى مراد لاختبارات الإذاعة وتم قبولها كمطربة، وتعاقدت معها الإذاعة المصرية على إقامة حفلة مرة كل أسبوع، وكانت أولى الحفلات التى تقدمها ليلى مراد للإذاعة فى السادس من يوليو عام 1934، وغنت فيها موشح "يا غزال زان عينيه الكحل"، وفى عام 1937 بدأت فى تقديم أولى الأسطوانات الخاصة بها.
وفى عام 1937 قامت ليلى مراد بأول أدوارها السينمائية فى فيلم "يحيا الحب" للمخرج محمد كريم، والذى من خلاله لفتت إليها أنظار الفنان يوسف وهبى، والذى استعان بها لتشاركه فى ثانى تجربة سينمائية له، والتى كانت بعنوان "ليلة ممطرة" فى عام 1939.
انقطعت الفنانة ليلى مراد لفترة عن الإذاعة بسبب انشغالها بالسينما، ولكنها ما إن لبثت حتى عادت مرة أخرى، وكان ذلك فى عام 1947 من خلال أغنية "قلبى دليلى"، والتى غنتها بعد ذلك فى فيلم يحمل نفس الاسم.
تعاملت الفنانة ليلى مراد مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فى العديد من الأغاني، ومع العديد من الملحنين مثل محمد فوزى، منير مراد، رياض السنباطى وغيرهم والتى قدمت من خلالهم ما يقرب من 1200 أغنية.
ارتبطت الفنانة ليلى مراد بالفنان أنور وجدى بعد أول فيلم لها معه وكان من إخراجه وهو فيلم "ليلى بنت الفقراء"، وتزوجا عام 1945، وتعاونا سويا فى العديد من الأعمال السينمائية أشهرها فيلم "عنبر، قلبى دليلي، غزل بنات"، واستمر زواجهما ثمانى سنوات ثم انفصلا، تزوجت بعد ذلك من وجيه أباظة، وأنجبت منه ابنها أشرف، ولكن هذه الزيجة لم تستمر طويلا بسبب ممانعة عائلة وجيه أباظة واعتراضهم منذ بداية زواجهما عليها، وبعد فترة تزوجت الفنانة ليلى مراد من المخرج فطين عبد الوهاب، والذى أنجبت منه ابنها "زكى".
قامت ليلى مراد ببطولة 27 فيلما، أشهرها: "شاطئ الغرام، ليلى بنت الفقراء، ليلى بنت الأغنياء، ليلة في الظلام، الماضى المجهول، حبيب الروح، بنت الأكابر، سيدة القطار، كان آخر أفلامها في السينما "الحبيب المجهول" مع حسين صدقي واعتزلت بعدها العمل الفني.
بعد الاعتزال المفاجئ وهى فى قمة نجاحها و شهرتها الفنية، بذل العديد من المقربين لها محاولات عديدة للعودة، ولكنها أصرت على الابتعاد والثبات على موقفها، حتى نجح الموسيقار بليغ حمدي فى الستينات فى إقناعها بمشاركته فى تقديم برنامج تليفزيونى فى تليفزيون أبو ظبى.
وأعلنت ليلى مراد إسلامها فى بداية مشوارها الفنى، عام 1946 على يد الشيخ محمود أبو العيون، وكيل الجامع الأزهر الذي كانت تداوم على حضور الدروس الدينية التي كان يلقيها، وتوفيت مسلمة، وبرغم مالحق بها من تهم "مغرضة" طالتها بعد ثورة يوليو وتحديدًا بعد سنة 1956 بدعوى أنها تبرعت ماديًا لإسرائيل، وتم التحقيق معها في وقائع شهيرة، وثبتت براءتها من كل ما نسب إليها.
وكرمت ليلى مراد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورة 1998 بمنحها شهادة تقدير تسلمتها عنها الفنانة ليلى علوي، وفي عام 2007 قام فريق عمل فيلم في شقة مصر الجديدة بإهداء الفيلم إلى ليلى مراد من خلال عبارة ظهرت في نهاية الفيلم "إهداء إلى ليلى مراد.. صوت الحب لكل الأجيال"، كما أنتج مسلسلا بعنوان "أنا قلبي دليلي" عام 2009 حول حياتها ليعرض خلال شهر رمضان من نفس السنة .
كان للفنانة ليلى مراد صلة وثيقة في سنواتها الأخيرة بالشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - حتى آخر لحظات حياتها في مساء الثلاثاء (21 نوفمبر 1995)؛ حيث رحلت - رحمها الله - في تمام الساعة العاشرة مساء، وتمت الصلاة عليها في مسجد السيدة نفيسة، الذي كانت دائمًا تزوره وتتصدق فيه بفريضة الزكاة، ودُفنت بمقابر العائلة بالبساتين، رحم الله ليلى مراد رحمه واسعة جزاء ما أسعدتنا به من فنها الراقي لسنوات طويلة.