مقتل يوسف العسال يفتح ملف قتل الفنانين
مصرع سعاد حسنى واسمهان ووداد حمدى لغز محير لعشاقهم
سوزان تميم وذكرى الاكثر اثارة للرأى العام بعد رحيلهم
ربما يستوعب البعض أسباب اغتيال ومقتل رجال السياسة والزعماء، لكن عندما يحدث الأمر مع الفنانين فهذا يستدعى التوقف، والبحث عن الأسباب الحقيقية وراء مقتلهم، وقد تعددت الأسباب بين الحقيقة والسراب، ولا يزال مقتل بعض الفنانين لغزا محيرا للجميع.
وكانت آخر أحداث قتل الفنانين مع الفنان يوسف العسال الذى قتل فى شقته بمصر الجديدة، أمس، بعد أن اقتحم لصوص الشقة بغرض السرقة وتم تقييده وزوجته وقاموا بسرقة مبلغ 200 جنيه، وبعد انصرافهم تعرض يوسف العسال إلى ضيق فى التنفس مما أودى بحياته فى الحال بسبب تكميمه، بينما نجت زوجته، وتقوم حاليا النيابة بالتحقيق فى الحادث لمعرفة الجناة الحقيقيين.
المطربة سوزان تميم أثار حادث مقتلها جدلا واسعا لانه حتى وفاتها باشهر قليلة كان مقتلها لغزا للعديد من عشاقها، فكان يعتقد البعض انها ارتبطت بعلاقة عاطفية مع هشام طلعت مصطفى، وبعد خلافهما امر بقتلها وبالفعل لقت مصرعها في شقتها بأحد الأبراج السكنية في إمارة دبى بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأثارت القضية الرأى العام بمصر وخارجها، لارتباطها بالثروة والسلطة، حيث يمتلك هشام طلعت واحدة من أكبر شركات التنمية العقارية، وتقدر ثروته بالمليارات، أضافة إلى أنه كان عضوا فى الحزب الوطني الحاكم بنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
وادين مصطفى بـ" تحريض" المتهم الأول في القضية، محسن السكرى، وهو ضابط شرطة سابق، على قتل تميم، وصدر حكم بإعدامهما في عام 2009، وبعد نقض الحكم صدر حكم آخر بمعاقبتهما بالسجن المؤبد، إلا أنه تم الطعن عليه أيضاً واستقر الحال بالنهاية بالحكم على هشام طلعت مصطفى بـ15 سنة والمؤبد للسكرى.
أما أشهر قضايا القتل الخاصة بالفنانين فهى مقتل المطربة ذكرى والتى شهدت العديد من الأقاويل، وكان مقتلها حديث الراى العام وجميع عشاقها خاصة أنها كانت تمتلك شعبية كبيرة فى مصر من خلال صوتها العزب والقوى، وحتى الآن لم ينس جمهورها مذبحة شقة الزمالك التي راحت ضحيتها برصاص زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي الذي قتل معها مدير أعماله وزوجته ثم انتحر بمسدسه، خاصة أن زوجها أفرغ فيها 25 طلقة من سلاحه الآلي الذي كان يتدرب عليه قبل ارتكاب جريمته، وما زالت الحادثة تلقي بظلالها على الشارعين المصري والعربي حتى أن صديقها الفنان سامي العدل قرر انتاج فيلم سينمائي عنها وأسند مهمة كتابته وإخراجه إلى محمد أمين وقام بعمل الترشيحات الأولية حيث أكد أن أنسب من يقدم دور ذكرى في الفيلم هي المطربة أنغام فيما سيقدم الفنان خالد النبوى دور زوجها القاتل أيمن السويدى.
وفى 21 يونيو 2001 كانت الفاجعة الكبرى عندما رحلت السندريلا سعاد حسني أجمل من أنجبت السينما، فكانت عبقرية فنية كبيرة، وقد رحلت سعاد حسنى عن دنيانا حيث تعرضت إلى حادث مؤلم فى لندن لتترك وراءها الكثير من التساؤلات والأسرار اهمها لغز وفاتها الذي يبدو أنه سيظل غامضا دون أن نعرف أبدا هل انتحرت أم قتلت وتم القاؤها من شرفة منزلها بلندن، وقد قام الفنان سمير صبرى بتقديم برنامج خاص عن سندريلا الشاشة فى لندن لكشف بعض الألغاز إلا أنها لم تأتي بثمارها، ويظل لغز مقتل الفنان سعاد حسنى محيرا لجمهورها خاصة وسط اللغط الكثير الذى انتشر وقتها حيث تردد أن السبب وراء مقتلها علاقتها ببعض المسؤلين الكبار فى العهد البائد للرئيس السابق حسنى مبارك مما دفعهم للتخلص منها من أجل معرفتها ببعض الأسرار الخاصة.
ولم ينس الجمهور رحيل الفنانة وداد حمدي التي تشابهت حادثة رحيلها مع ذكرى في اتضاح ملابسات الوفاة والجزم بأنها حدثت إثر جريمة قتل كاملة لا شك فيها، وقد تم العثور على الفنانة وداد حمدى نحرا في شقتها بالقاهرة في منتصف التسعينات من القرن الماضي واعترف الجاني وهو عامل في الحقل السينمائي بجريمته التي ارتكبها بدافع السرقة بعد مروره بضائقة مالية.
وكان القاتل قد قصد منزل الفنانة يسرا في بداية الأمر وعندما لم يتمكن من مقابلتها توجه إلى منزل وداد حمدى التي كانت تقيم بمفردها وقام بقتلها على الفور ولم يستجب لتوسلاتها بان يتركها وياخذ ما يريد.
أما المطربة اسمهان فكان مصرعها أشبه بحياتها الشخصية التى تمتلئ بالتراجيديا، فقد تعرضت إلى حادث سيارة حيث انقلبت سيارتها في أحد المصارف الصحية بالمنصورة عام 1944، وذهبت ضحية حادث أليم مروع وهي في طريقها إلى مصيفها برأس البر، وماتت غريقة ونجا السائق، وخرجت الأقاويل التي أكدت أن هناك شبهة جنائية وراء الحادث وأنها تعرضت للقتل العمد، ورحلت أسمهان وعمرها 32 عاما، ومن الأقاويل الكثيرة أيضا التى كانت تحوم حول مقتلها أن السبب وراء ذلك التنافس الكبير بينها وبين أم كلثوم، حيث كانت تسبقها فى الشهرة الفنية وهو الأمر الذي لم يستطع أحد إثباته.
أما الموسيقار عمر خورشيد الذى مات فى حادث سيارة في عام 1981 إثر مطاردة مثيرة مع سيارة مجهولة فأن البعض يرجح أن تلك الحادثة كانت مدبرة، أما أسباب تدبيرها فلا تزال خفية، وأن كان البعض يحاول الربط بينها وبين مصاحبة عمر خورشيد للرئيس الراحل أنور السادات أثناء معاهدة "كامب ديفيد" مع إسرائيل، حيث عزف خورشيد على جيتاره أثناء توقيع المعاهدة، الأمر الذي أثار ضده معارضى إتفاقية السلام.
أما الفنانة كاميليا فكان حادثها أكثر غموضا وأثار جدلا واسعا حيث ماتت محترقة في حادث طائرة، وقيل إن الذى قتلها هو الملك فاروق نفسه بعد أن تجاوزت علاقتها الخطوط الحمراء حين تبين أن كاميليا كانت تفكر في الزواج به.
وتعتبر واقعة مقتل الفنانة ميمى شكيب من أكثر الحوادث التى أثارت علامات استفهام، وكانت الفنانة الراحلة اتهمت بتزعمها لشبكة دعارة عام 1974، وظلت القضية تتداول حتى أصدرت المحكمة حكمها في 16 يوليو 1974 بتبرئتها، وكل عضوات الشبكة لكونهن لم يتم إلقاء القبض عليهن وهن في حالة تلبس.
وقتلت الفنانة في 20 مايو عام 1983 حيث تم القاؤها من شرفة شقتها وظل الغموض يحيط بمرتكب الجريمة، وأخذت الأحاديث تتردد وقتها حول أنه تم التخلص منها من قبل بعض رجال السياسة ممن كانوا يشاركون في إدارة شبكة الدعارة التي تزعمتها، وقُيدت القضية ضد مجهول.