الاغلبية حاليا داخل الوسط الفنى عزفت عن الحديث في السياسة حتى لا يؤخذ منهم موقف، وهناك فنانون لم يكشفوا عن مواقفهم السياسية اطلاقا، وامتنعوا عن الإدلاء بأي تصريحات سياسية.
وكانت ثورات الربيع العربي قد وضعت الفنانين في مواجهة مع الواقع، إذ لم يعد مجال للمناورة بالمواقف، إزاء الأحداث التى عاشتها شعوبهم، فهم مواطنين قبل ان يكونوا فنانين، غير أن في إعلان تلك المواقف ما قد يسبب لهم خسارة، سواء من النظام الحاكم أو من جماهيرهم.
ويبدو ان هناك موقفا بدأ يتغير لدى بعض الفنانين، منهم خالد ابو النجا ومحمد عطية، والمطربة اصالة وجمال سليمان، والتونسية درة وغيرهم.
خالد أبو النجا :
واجه خالد أبو النجا حملة شرسة ضده من قبل عدد كبير من الإعلاميين ورواد مواقع التواصل الاجتماعى، بعد انتقاده للرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن "أبو النجا" تحدى كل منتقديه وكرر مطالبته برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجاء ذلك على خلفية تصريحات الفنان الشاب الذى انتقد فيها الحالة الأمنية والعسكرية في مواجهة الإرهاب التى تمر بها الدولة، ودعا إلى رحيل النظام الحالي. ولكن "ابو النجا" دافع عن نفسه قائلا "أن حرية الرأي مكفولة في الدستور، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول أو بالكتابة أو بالتصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر".
وكان خالد ابو النجا قد نشر – عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "حرية الرأي يجب آن تكون مكفولة آيا كان الموقف والتشهير بشخص لان له توجه معارض و تكالب بعض الإعلاميين ضده أخطر على مصر من الإرهاب". كما توعد "ابو النجا" كل من تطاول عليه بسبب آرائه بملاحقتهم قضائيا، حيث قال: "الملاحقة القضائية لكل جهة وشخص تطاول علي شخصي في الحملة الإعلامية المسعورة ضدي بسبب رأيي في فشل سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي".
محمد عطية :
اما الفنان محمد عطية فقد اعلن تضامنه مع خالد ابو النجا، حيث دافع عن "ابو النجا" - عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعى – قائلا "حينما عارض خالد ابو النجا حكم الإخوان وجهت إليه الشتائم والاتهامات من أنصارهم، وكنا نسمع حينها شعارات الأخلاق وحرية الرأى من مؤيدى الحكم العسكري، الآن يواجه الإهانات من مؤيدي الحكم العسكري لمجرد إبداء رأيه في فشل السيسي".
وأضاف محمد عطية - من خلال تغريده له على صفحته بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" : "لم يجرؤ أحد على النقاش فيما طرحه خالد ابو النجا، لأن الفشل الذي تحدث عنه أصبح واضحًا وضوح الشمس وأنتم تكابرون ولا تنصتون، تهاجمون شخصه ولم يتجرأ أحد على الرد على ما قاله من فشل الحلول الأمنية والفكر العسكري، لقد فقتم عناد الإخوان بمراحل وتخطيتم تبعيتهم العمياء بأشواط، البلد تنهار والحكم العسكرى يفشل أمنيا وحكما ومازلتم تكابرون، استمروا حتى تجدوا نكسة جديدة أمام أعينكم".
اصالة نصري :
لم يختلف الامر كثيرا مع المطربة السورية أصالة، التى انتقدت النظام السياسي فى بلدها، وعبرت عن استيائها الشديد من كل فنان أعرب عن تأييده للرئيس السوري بالأغاني والأشعار وغيرها من وسائل التعبير الفنية. وأعربت "أصاله"، عن حزنها الشديد لتخلي إعلاميين وفنانين ومثقفين في سوريا ولبنان عن دعم الثورة السورية. وقد صرحت اصالة - عبر حسابها الخاص بمواقع التواصل الاجتماعى: "اعتب على من أحببتهم كثيراً واقتديت بهم كثيراً من أصحاب مهنتي, أو من هذا الوسط الكبير سواء إعلاميين أو فنانين أو مثقفين من سوريا و لبنان، في أحدهما خلقت، وفي الآخر ولد أغلى ما عندي".
وكانت هناك أغنية "يا سيد الأُباة" التي تعبر عن تأييد الشعب السورى للرئيس بشار الأسد، قامت بغنائها شقيقة اصالة "ريم نصري"، وهو الامر الذى انتقدته اصالة نصري بشدة، كما انتقدت الفنان القدير دريد لحام بسبب تأييده للرئيس السوري، واتهمته بأنه تخلى عن أهله من أجل الوقوف مع الجانب الأقوى.
وواجهت "اصالة" حملة شرسة من فناني سوريا، خاصة الفنانة السورية سولاف فواخرجي، التى دافعت بشدة عن النظام السوري، مهاجمة في الوقت نفسه الفنانة السورية أصالة؛ بسبب موقفها وهجومها الشديد على "بشار". وتعرضت أصالة لحملة تخوين كبيرة في سوريا.
درة :
ولم يختلف الحال بالنسبة للفنانة التونسية درة، التى دافعت عن الثورة التونسية الجديدة التي اشتعلت، في معظم الشوارع ضد حكم "الإخوان". حيث دعت أن يحفظ الله تونس وتنجح ثورتها مثلما حدث في مصر في 30 يونيه. حيث كتبت الفنانة التونسية، على صفحتها على "فيس بوك"، "ربي إني استودعتك بلدي فاحفظها واحفظ شعبها". ورغم ذلك لم تسلم درة من الهجوم واتهامات التخوين التي اصبحت تلاحق الجميع.
