كان اهم ما يميز الفتى الأسمر انه شخصية تتمتع بالجدعنة والانسانية والشجاعة، وهو ما اكد عليه المؤلف بشير الديك الذى تعاون مع احمد زكى فى العديد من الافلام السينمائية التى تعد علامة من علامات السينما المصرية، منها فيلم "ضد الحكومة" و "النمر الأسود" و "موعد مع العشاء".
وقال بشير الديك لـ"صدى البلد": تجمعنى بالفتى الأسمر العديد من المواقف التى تظهر الجانب الإنسانى له، وتوضح لجمهوره وعشاقه كيف كان يتعامل مع فنه وعمله، كما يتعلم منه النجوم الشباب الصاعدين حديثا، فكان من الفنانين الذين لا يهابون احدا ولا يخشى الا خالقه، فكان يقول رأيه بكل صدق وموضوعية حتى وان كان ذلك ضد السلطة، وكان ذلك فى عصر الرئيس الراحل انور السادات، حيث كانت هناك اوامر بمنع سماع وترديد اى اغان تمجد فى العصر الناصرى، ولكن فوجئت بالفتى الأسمر يطالبنى فى ذات مرة ان ارافقه واسير معه فى شوارع القاهرة بسيارته 128 و فجأة وبدون مقدمات قام بتشغيل أغان عن جمال عبد الناصر بصوت عال، مما لفت انظار المارة، وفاجأنى بوقوفه امام منزل الرئيس الراحل أنور السادات ليكرر نفس ما قام به فى شوارع القاهرة.
واضاف الديك قائلا: كان احمد زكى "براوى" بمعنى انه لا يحب السهرات الفنية او التجمعات او الحفلات، فكان يطلق البعض عليه انه "براوى" او مكتفى بذاته فقط ولا يحب الاختلاط، وعندما واجهته بهذا الأمر قال لى إنه لا يحب الحفلات ويهتم فقط بفنه وعمله وكل ما يشغل باله هو فنه حتى لو كان ذلك على حساب اسرته وحياته الشخصية و الصحية، حيث زارنى "زكى" ذات مرة فى منزلى فى الصباح الباكر، وقال لى انه قام باجراء عملية جراحية فى جسده حيث يزيل "كيس دهنى"، وذلك عقب انتهاء تصوير فيلم "النمر الأسود" و قال لى اننى كنت اعانى منه طوال التصوير و لم احرك ساكنا حتى لا يتم تأجيل التصوير.
أاما المخرج محمد فاضل الذى تعاون معه فى فيلم "ناصر 56" فقال انه من الفنانين الذى يبدعون فى عملهم ويخلصون له، فكان يتعامل مع المخرج كونه يقدم لاول مرة عمل فنى وكانه فى بداية طريقه حتى يستطيع تقديم الشخصية بشكل جيد وهو ما يجب أن يتعلمه كل الشباب والنجوم الكبار الذين اصابتهم الغيرة.
واضاف فاضل قائلا: كان اهم ما يميز احمد زكى انه يضحى بنفسه من اجل فنه وعمله حتى لو كان ذلك على حساب صحته، فكان فنانا ملتزما ومتواضعا ويعمل باخلاص وكان فى الاستوديو يتعامل مع الاخرين علي انه ممثل مبتديء وليس النجم احمد زكى الذى قدم اعمالا متميزة.
