سينما المرأة تتراجع .. من فاتن حمامة وسعاد حسني إلى راقصات الملاهي الليلية
في الوقت الذي يستعد فيه مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة لإطلاق دورته السابعة في الفترة من 29 نوفمبر الجاري وحتى 4 ديسمبر المقبل، تشهد سينما المرأة تراجعا خلال الفترة الحالية، انعكس بشكل كبير على تراجع قضايا المرأة في المجتمع.
وظلت سينما المرأة تتربع على عرش السينما المصرية على مدى أكثر من 50 عاما، بفضل رائدات الفن مثل فاطمة رشدي وعزيزة أمير، مرورا بجيل مديحة يسري وفاتن حمامة ومريم فخر الدين وهند رستم وصباح وشادية ونادية لطفي وسعاد حسنى، اللائي قدمن أفلاما سينمائية تمس قضايا المرأة بشكل أساسي، ومناقشتها بكل جرأة، وهو ما حفر للفنانات المصريات مكانا لهن في قلوب المشاهدين، وارتبطت أسماؤهن وأعمالهن بوجدان المشاهد حتى بعد رحيلهن، وهو ما أصبحنا نفتقده في تلك الأيام.
وترى الفنانة تيسير فهمي أن تراجع سينما المرأة يعود إلى الموضوع أو القضية التي يناقشها العمل الفني، فهناك قضايا لا يكون للمرأة دور البطولة فيها، مشيرة إلى أن مثل هذه النوعية من الأعمال زادت خلال الفترة الأخيرة.
وأضافت أن هناك سببا آخر وراء تراجع دور سينما المرأة، وهو تصنيف المجال الفني إلى سينما المرأة وسينما الرجل، مع الأخذ في الاعتبار المجتمع الشرقي الذي نعيش فيه، والذي يرى حرجا في مناقشته لقضايا المرأة.
وتابعت "من الأفضل أن نتخلص من هذا التصنيف، فالرجل والمرأة يعيشان في مجتمع واحد وليس في جزر منعزلة، وقضايا المجتمع تمس الرجل والمرأة على السواء، فالسينما تستعرض نواحي الحياة المختلفة.
أما الفنان سامح الصريطي وكيل أول نقابة المهن التمثيلية، فيرى أن التراجع لم يصب سينما المرأة فقط، ولكن أصاب صناعة السينما نفسها، فتراجع صناعة السينما أثر بشكل مباشر على سينما المرأة.
وقال الصريطي "أما على مستوى نجمات السينما، فهناك العديد من الوجوه الجديدة المتميزة، فمصر لن تنضب، ولكن المشكلة تتمثل في كيفية اكتشاف الموهوبات وكيفية تقديمهن، وهو ما يسمى في عالم الفن بصناعة النجم، فمصر مليئة بالنجوم من الجنسين".
وربط الصريطي النهوض بسينما المرأة، بدعم صناعة السينما، من أجل إتاحة الفرصة للوجوه الجديدة للظهور، وعلى سبيل المثال، قدم شهر رمضان الماضي على مستوى الأعمال الدرامية العديد من الوجوه الجديدة من الممثلات الموهوبات، وأيضا على مستوى المخرجات.
وانتقد الصريطي الصورة التي تظهر بها المرأة فى السينما في بعض الأحيان، مضيفا أن المرأة يتم المتاجرة بها أحيانا في المنتج السينمائي حيث يتم حصرها في قالب محدد يسيء إليها، وتصدير صورة خارجية عن كونها المصدر الدائم للإثارة على الرغم من أن المرأة المصرية هى التي حافظت على كيان الدولة المصرية في السنوات الأخيرة من خلال إقبالها على الفعاليات السياسية والمساهمة في استقرار المجتمع بمشاركتها في الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور انطلاقا من مسئوليتها الوطنية وتحديا لكل الظروف التي تهدد الوطن فلم تكن المرأة على الإطلاق تستحق أن يتم تصدير صورتها غير الحقيقية بهذا الشكل فى الوسائط الإعلامية.
وترى الفنانة غادة إبراهيم أن سينما المرأة بدأت تأخذ دورها بعد فترة تراجع، مدللة على ذلك بالأعمال التي قدمتها الفنانة نيلي كريم مؤخرا ومنها مسلسل "ذات" ومسلسل "سجن النسا" من إخراج كاملة أبوذكري.
وقالت غادة "أنا أيضا قدمت فيلم المائدة للمخرجة جيهان الأعصر والكاتبة نادين شمس، وكان يناقش قضايا تخص المرأة بشكل محدد" .. مضيفة أن سينما المرأة ستشهد ازدهارا خلال الفترة المقبلة.
وأشارت إلى أن هناك بعض الفنانات يتحملن تراجع دور سينما المرأة خلال الفترة الماضية، نظرا لعدم اجتهادهن في السعي وراء وجود نص مناسب يناقش قضايا المرأة، لأنه في حالة وجود نص مميز ستعود سينما المرأة من جديد.