كشف بحث أجراه الدكتور ضياء محمد جاد الكريم الباحث الأثري أن الرحالة التركي "أوليا جلبي" يعد أشهر من الرحالة العربي الشهير"إبن بطوطة"في أدب الرحلات، حيث يعد جلبي طبقا للبحث رمزا لأدب الرحلات بين الأتراك ، لكنه لم يكن معروفا بالقدر الكافي بين العرب والمسلمين ، رغم أنه جال زمنيا وجغرافيا أكثر من الرحالة العربي الأشهر عالميا"إبن بطوطة".
وأرجع البحث عدم شهرة الرحالة التركي أوليا جلبي لدي العرب إلي أن كتاب"السياحتنامة"الذي ألفه ويقع في 10 مجلدات كتبه بالتركية وليس العربية ، وقد خصص جلبي المجلد العاشر للحديث فيه عما رأه في مصر والحالة العمرانية والحياة الاجتماعية فيها، وتطرق إلي تاريخها مستعرضا الدول التي حكمتها خاصة فترة الدولة العثمانية حيث وصف النظام الإداري الذي اتبع خلال هذه الفترة.
كما اهتم أوليا جلبي بكتابة تفاصيل جميع شرائح المجتمع المصري إذ ذكر النخبة الإجتماعية والدينية ووصف بعض قصول حياتهم,ولم ينس القاعدة الكبيرة للمجتمع المصري وهي الفلاحين وطريقة عيشهم وعلاقتهم بالأرض ونهر النيل,كما أولي إهتماما بالغا بالحرف والتجارة في هذا البلد,وذكر بشكل مفصل الوضع الإقتصادي والتجاري لمصر في تلك الفترة كذلك نهر النيل.
وأشار البحث إلي أن الرحالة التركي قدم وصفا لآثار القاهرة سواء تلك االآثار التي شيدت في العصر العثماني أو ما قبل ذلك العصر,وقد استفاض في وصف الزوايا ومساكن الصوفية بصفة عامة,والتكايا العامرة في القاهرة بصفة خاصة,فأشار إلي 43 تكية أسهب في وصف بعضا منها,بينما أشار إلي تكايا أخري في سطور ربما وصلت إلي 3 سطور.
وأكد الباحث علي أن بحثه يهدف لتحليل دراسة تلك التكايا التي وصفها أوليا جلبي الرحالة التركي ، وبيان ما إندثر منها وما هو باق حتي الأن ، بالإضافة إلي العديد من التغيرات المعمارية التي طرأت علي بعض من هذه التكايا، وإبراز مدي مساهمة أوليا جلبي في وصفها.