كشفت انتصار غريب الباحثة فى الحضارة المصرية ومنسق حركة ثوار الآثار أن الإنسان كانت له قيمة فى مصر القديمة ، ويتم احترامه بشكل كبير، فلم يعرف المصريون القدماء العبودية ، ولا بيع الرقيق والاتجار فى البشر، ولم يكن لديهم عبيد بل خدم أو عمال فى المنازل والحقول فقط وهؤلاء مواطنون أحرار.
وقالت إنه من الأمثلة التى تتضح فيها احترام آدمية المواطن فى مصر القديمة و فى عصور ضاربة فى القدم ما ورد فى بردية"وستكار"الشهيرة التى سردت قصة عن الملك خوفو مشيد الهرم الأكبر فى الأسرة الرابعة من أسرات الدولة القديمة ، حيث حكى له احد ابناءه عن وجود ساحر عظيم فى عصره هو "ددى أو جدى "يستطيع ان يقطع رأس الكائن الحى و يعيدها مرة أخرى لوضعها الأصلى.
فاستدعى الملك خوفو هذا الساحر و كان قد تخطى المئة عام من عمره ورحب به و قال له : أين أنت لماذا لم أرك من قبل يا ددى يا صديقى ؟، فرد الساحر عندما يطلب المرؤ يجيب ، فى إشارة إلى إنه لا يطرق باب أحد حتى لو كان الملك ، و عندما أمر الملك بالإتيان باثنين من المسجونين كى يجرب "ددى " عليهما سحره ، رفض الساحر "ددى " و قال : (يا مولاى إن هذا الأمر لا يحق أن يكون على "إنسان " )،فى إشارة إلى احترام آدمية الإنسان ، فاحترم الملك رغبة و رأى ددى و جاءوا له بأثنين من طائر الأوز لتجربة السحر عليهما.
وأضافت: هكذا كانت حضارة مصر القديمة التى قامت على العلم و المواطنة و الأخلاق و لذا أطلق عليها العالم الكبير جيمس هنرى برستيد "فجر الضمير " فى كتابه المعروف بهذا الإسم.