
وقالت إنه من الأمثلة التى تتضح فيها احترام آدمية المواطن فى مصر القديمة و فى عصور ضاربة فى القدم ما ورد فى بردية"وستكار"الشهيرة التى سردت قصة عن الملك خوفو مشيد الهرم الأكبر فى الأسرة الرابعة من أسرات الدولة القديمة ، حيث حكى له احد ابناءه عن وجود ساحر عظيم فى عصره هو "ددى أو جدى "يستطيع ان يقطع رأس الكائن الحى و يعيدها مرة أخرى لوضعها الأصلى.
فاستدعى الملك خوفو هذا الساحر و كان قد تخطى المئة عام من عمره ورحب به و قال له : أين أنت لماذا لم أرك من قبل يا ددى يا صديقى ؟، فرد الساحر عندما يطلب المرؤ يجيب ، فى إشارة إلى إنه لا يطرق باب أحد حتى لو كان الملك ، و عندما أمر الملك بالإتيان باثنين من المسجونين كى يجرب "ددى " عليهما سحره ، رفض الساحر "ددى " و قال : (يا مولاى إن هذا الأمر لا يحق أن يكون على "إنسان " )،فى إشارة إلى احترام آدمية الإنسان ، فاحترم الملك رغبة و رأى ددى و جاءوا له بأثنين من طائر الأوز لتجربة السحر عليهما.
وأضافت: هكذا كانت حضارة مصر القديمة التى قامت على العلم و المواطنة و الأخلاق و لذا أطلق عليها العالم الكبير جيمس هنرى برستيد "فجر الضمير " فى كتابه المعروف بهذا الإسم.