أكد الكاتب والناقد مختار سعد شحاتة أن مجموعة "زووم إن" للكاتب حسين عبد الرحيم الصادرة عن المجلس الأعلى للثقافة تزخر بلغة شعرية آسرة، وهو ما يجعلنا ننتبه إلى الفرق بين الشعر النثري وشاعرية النثر، والخط الرفيع بينهما.
وأضاف شحاتة خلال ندوة نظمها مؤخرا مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية وأدارها منير عتيبة أن الكاتب اعتمد تلك التقنية في رسم خطوط دقيقة بين زمن الحكاية والحكي، وبين الحكي والسيرة الذاتية، وهو أمر بالغ الحرفية، فجاءت غالبية نصوص المجموعة معتمدة آلية الجمل الفعلية والقصيرة بما تحدثه من حركة درامية متسارعة.
وأضاف: حين ننظر إلى النص “كم أنت بعيد يا فرح” ص 37-40، وبملاحظة “بلاغة الالتفات” بين الضمائر فيه، سنجدنا أمام نص ملغز، والملغز خلاف الغامض، إذ في فقرته الأخيرة تبدو حرفية الحالم الدائم وألمه، وهو ما فسرته الجملة الأخيرة في النص “كم أنت قاسية يا ليلة وكم أنت بعيد يا فرح”.
وأشار إلى أن الكاتب اعتمد على الجملة الفعلية، فأعطى نصوصه حيوية بانت طوال النصوص كلها على اختلافها، وهي في كثير من الحيان جاءت ذات محمول فعلي واحد فزادها ذلك حركة وتوترا وحيوية، والمجموعة تفيض بهذا الأمر والمستخدم ببراعة عززتها خبرة الكاتب الصحفية، والحقيقة هي أفعال لها دلالتها الحدثية المتعاقبة، مثلما أن لها دلالتها على الخيبة والانكسار وحتى الخيانة.
ونبه شحاتة إلى أن في تلك المجموعة خيطا دقيقا بين زمن الحكاية وبين زمن الحكي، فالحكايات الآنية ـ التي تجيء بأفعالها المضارعة أو مستقبلية الزمن ـ مضفرة بعناية مع زمن الحكاية الماضي وذكرياتها، والحقيقة أن زمن الحكاية يسيطر أكثر من زمن الحكي، ويمكننا القول بأريحية إنها متوالية عن بورسعيد محكية ببراعة ظهرت في خط زمني واضح، وهو ما أفضى إلى مشاهد درامية بالغة الجمال وصور ممتعة الكادر.
ومن ناحية أخرى ينظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يوم الثلاثاء المقبل ندوة لمناقشة كتاب "الحتة الناقصة .. حكايات افتراضية" للكاتبة ناهد صلاح يشارك فيها الكتاب د. مدحت عيسى ود. أحمد فرح، ويديرها الأديب منير عتيبة المشرف على المختبر.