للأديب الكولومبي العالمي الراحل جابرييل جارسيا ماركيز ما لا يزيد عن عشر روايات وأربع مجموعات قصصية، وله أكثر من خمسين فيلما تحمل اسمه كمؤلف للقصة الأصلية أو كاتب سيناريو.
هذا ما يكشف عنه الكاتب الصحفي عصام زكريا في كتابه "جارسيا ماركيز والسينما"، الصادر ضمن مطبوعات الدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
ويضيف عصام زكريا أن لماركيز أفلاما أخرى تحمل اسمه كمشرف على السيناريو، بالإضافة إلى أفلام وثائقية صنعت عنه أو يظهر فيها ، ومن بين هذه الأفلام يقول زكريا إنه عثر على فيلم يعود إلى الستينات قام جارسيا ماركيز بكتابة السيناريو الخاص به وساعد في مونتاجه، وقام بالتمثيل فيه مع عدد من المشاهير، منهم المخرج والمؤلف السينمائي الأسباني الكبير لويس بونويل.
ويتضمن الكتاب اكتشافا ثانيا وهو أن العديد من السيناريوهات التي حملت اسم ماركيز مقتبسة من أصول أدبية لكتاب آخرين، بعضهم معاصر له مثل خوان رولفو، وبعضهم قديم جدا مثل سوفوكليس.
أما الاكتشاف الثالث فيتمثل في أن جارسيا ماركيز في بداية حياته المهنية كصحفي كتب عشرات المقالات النقدية لأفلام عصره، وأنه حضر العديد من المهرجانات الدولية مثل فينيسيا وكتب تغطيات عنها، وأنه درس السينما وفكر في اتخاذها مهنة أساسية، وقضى بالفعل سنوات في محرابها ككاتب سيناريو محترف.
ويتضمن الاكتشاف الرابع أن الباحث في أدب ماركيز، يمكنه أن يدرك تأثير السينما عليه خاصة في أعماله الأولى قبل "مائة عام من العزلة"، وأن يرى كيف لعبت السينما دورا ملموسا في تطويره لأسلوبه الفريد.
وفي مقدمة الكتاب يؤكد عصام زكريا أنه كان طبيعيا ان تهتم السينما العالمية بجارسيا ماركيز، ولكن المدهش هو اهتمامه بالسينما الذي لم يقتصر على كتابة عدد كبير من سيناريوهات الأفلام، ولكنه امتد إلى نشاطات أخرى مثل مساهمته في تأسي مركز لتعليم السينما في كوبا، وتنظيم عدد من ورش الكتابة السينمائية نتج عنها ثلاثة كتب قام بترجمتها الى العربية صالح علماني الذي طالما أمتعنا بترجمته لمعظم اعمال ماركيز.
ويضيف أنه بجانب هذه الورش والكتب ولسبب آخر مختلف، ارتبط اسم ماركيز يالسينما، وهو ابنه الأكبر رودريجو أصبح مخرجا لامعا في أمريكا اللاتينية وهوليود، ورغم أنه لا يعمل كثيرا إلا أن الأفلام القليلة التي بصنعها كانت ملفتة في طرق سردها وموضوعاتها والحساسية المختلفة التي تحملها.