يستعرض جناح الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، المشارك في فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، إنجازات الإمارة الثقافية التي تحققت خلال العام الجاري، تزامنا مع اختيارها بهذا اللقب الرفيع من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بعد جهودها وإنجازاتها المختلفة الحضارية والفكرية والثقافية، وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
ويقدم الجناح لزواره، عددا من المطبوعات التوضيحية والأفلام التي توثق للمشاريع الثقافية خلال العام الجاري، وتحاكي مكانة الإمارة كعاصمة للثقافة الإسلامية، وتثري المنظومة الفكرية العالمية بإنجازات حضارية تساهم في خدمة الثقافة الإسلامية وإبرازها لترتوي بفكرها وروحها أجيال الحاضر والمستقبل.
وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، أن النجاح الكبير لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحالية هو أكبر دليل على استحقاق الشارقة للقب عاصمة الثقافة الإسلامية، مشيدا بالدور الكبير الذي يلعبه المعرض في تعزيز الثقافة والقراءة وانتشارها في الدولة والمنطقة والعالم أجمع.
وقال "أطلقت اللجنة المنظمة لاحتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية خلال هذا العام أكثر من 100 فعالية، ونفذت أكثر من 20 مشروعا بتكلفة 1.5 مليار درهم احتفاء باختيار الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، لتضيف لإرث أجيالها الغني مشاريع جديدة تراثية وسياحية وثقافية وعلمية وعمرانية، تترجم رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الارتقاء بكل ما يخدم الفكر الثقافي الإسلامي وتعميم فائدته على مختلف أنحاء العالم".
وأضاف: "تنوعت مشاريع الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية بين جامعات ونصب تذكارية وحدائق إسلامية وأسواق ومتاحف تراثية ومكتبات بالإضافة إلى صروح علمية وعمرانية، تكمل ما تزخر به الإمارة من مظاهر ثقافية وتراث إنساني تؤرخ من خلالها حكايتها المعرفية والعلمية التي تعزز مكانة الإمارة ودورها البارز في المنظومة الثقافية العالمية، في إطار جهودها المعهودة لدعم وتعزيز المنتج الثقافي وفق قيم وأهداف رصينة".
وأشار الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى أن الشارقة تزخر اليوم بمعالم إسلامية شاهدة على سمو وعظمة الثقافة والحضارة الإسلامية، من أبرزها المساجد التي يصل عددها اليوم إلى 1000 مسجد، إضافة إلى متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، الأهو من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، ومتحف الحصن الذي سيتم إعادة افتتاحه خلال الشهر الجاري وبلغت تكلفته حوالي 16 مليون درهم، كما خصصت الإمارة مبلغ 23 مليون درهم لإنشاء متاحف جديدة وأسواق وقرى تراثية سيتم الكشف عنها لاحقا.
ويسلط الجناح الضوء على أبرز مشاريع الشارقة عاصمة الثقافة والإسلامية ومن بينها الجامعة القاسمية، التي أمر صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشائها، لتكون منارة علمية وثقافية تثري منظومة الثقافة الإسلامية العالمية، وبادر سموه برفد مكتبة الجامعة بأكثر من 120000 عنوان للدراسات الإسلامية وأخرى باللغة الإنجليزية، تأكيدا على دور الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية في نشر الوعي بالحضارة الإسلامية وتاريخ الإسلام المشرق.
كما يعرض الجناح صوراً لمراحل إنشاء مسرح جزيرة المجاز الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة كونه من أهم الصروح السياحية والثقافية التي تم تدشينها، بتكلفة بلغت 140 مليون درهم، وتم إنجازه خلال فترة قياسية من أجل استضافة العمل الملحمي الفني عناقيد الضياء، الذي دشنت من خلاله إمارة الشارقة احتفالاتها باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، ويحكي أعظم قصة رواها التاريخ، وهي قصة الإسلام من خلال عرض سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بهدف نقل الصورة الحقيقية للإسلام إلى العالم أجمع.
ويتعرف زوار الجناح أيضا على النصب التذكاري للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، الذي بلغت تكلفته ثمانية ملايين درهم، وجاء على هيئة مسجد في دلالة على عمق العلاقة التي تربط القيم الإسلامية الأصيلة بروح الثقافة المعاصرة، وهو يعكس تفرد المشروع الثقافي لإمارة الشارقة، ويعبّر عن اعتزازها بهويتها الإسلامية. وهناك أيضاً الحديقة الإسلامية في منتزه الصحراء، التي بلغت تكلفتها 12.5 مليون درهم، وتجسد واحدا من أرقى أشكال الفنون البصرية في الحضارة الإسلامية، حيث تحيي مفهوم الحدائق القديمة وتبرز أهميتها، وتدفع باتجاه مزيد من الاهتمام بالعمارة الإسلامية وتراثها الغني.
وجاء اختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية في إطار برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تشرف عليه وترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وذلك بعد مطابقتها للشروط والمعايير الأساسية للعواصم الثقافية الإسلامية التي وضعتها المنظمة. وحظيت الشارقة بهذا التتويج بمصادقة المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد بالجزائر في ديسمبر 2004 نظراً لما تتمتع به من تاريخ ثقافي بارز وآثار مادية وفكرية تستحق التعريف.