كشفت الدراسة الأثرية للدكتور بدر عبد العزيز أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة بورسعيد عن أهمية التحف الخشبية الإسلامية المعروضة بالمتاحف القبرصية، ومنها متحف قبرص، ومتحف جيورجاكيس كورنيسيوس، ومتحف بيرايدس.
وقال عبد العزيز - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الخميس/ - "إن التحف الخشبية العثمانية المحفوظة بالمتاحف القبرصية تميزت بتنوع وجودة الأخشاب المستخدمة فى صناعتها لوفرة الغابات الكثيفة بجزيرة قبرص، وخاصة غابات ترودوس وبافوس وبروتيا، ومنها أخشاب شجر الأرز والسرو والصنوبر والبلوط والسنط والليمون والبرتقال والكمثرى والتفاح".
وأضاف أن الطرق الصناعية والأساليب الزخرفية المستخدمة في صناعة التحف الخشبية القبرصية تنوعت من حيث طريقة الحفر والحز والتفريغ والتلوين واللاكيه، كما تنوعت زخارفها من هندسية ونباتية ورسوم عمائر وطيور وكائنات خرافية، مشيرا إلى أنه شارك بدراسته، التى تحمل عنوان (التحف الخشبية القبرصية خلال العصر العثمانى)، فى فعاليات المؤتمر الـ17 للاتحاد العام للآثاريين العرب الذى عقد مؤخرا بالقاهرة.
ومن جانبه، عرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام الاتحاد لهذه التحف الخشبية من خلال الدراسة كمدرسة فنية لفنون الشرق والغرب المتمثلة فى الفنون البابلية ببلاد النهرين، والفنون المصرية القديمة، والفنون اليونانية والرومانية، والفنون الأوروبية والفنون المحلية، حيث تجسدت الفنون البابلية والفنون المصرية والفنون اليونانية والرومانية فى رسوم طائر العنقاء الخرافى المجنح والنسر الخرافى ذو الرأسين، وقد انتقلت هذه الفنون إلى قبرص خلال العصور اليونانية والرومانية.
وأوضح أن التأثيرات الأوروبية تمثلت فى فن الباروكية أو الكلاسيكية المستحدثة، حيث انتقلت إليها الكثير من الأساليب الفنية والزخرفية المستمدة من فن الباروك والروكوكو خلال القرنين الـ18 و19 الميلادي، وقد انعكس ذلك فى رسوم العمائر على التحف الخشبية، وكذلك الزخارف النباتية الواقعية على التحف الخشبية والتى تتخللها رسوم الطيور المستلهمة من تصاوير علم النبات الأوروبى، وقد عرفت هذه الزخرفة باسم "ظل السلطان" علاوة على اتسام الزخارف باللانهائية وتنوعها وتكرارها.
وأضاف ريحان أن طبيعة قبرص الخلابة من جبال تكسوها الغابات الكثيفة وانتشار الحدائق العامة بأنواع الأزهار والورود والأشجار والشجيرات والفاكهة والثمار، والتى تشغل نصف مساحة قبرص تقريبا كان لها أكبر الأثر فى ثراء التحف الخشبية القبرصية بالزخارف والرسوم المستوحاة من البيئة والطبيعة القبرصية، لافتا إلى أنه من أهم القطع حلية خشبية زخرفية تشبه شجرة الحياة فى الفن الإسلامى يتوسطها مزهرية وعلى الجانبين ورقة نباتية تنتهى بشكل طائر، ويتضح فيها التأثر بالفن البيزنطى.