كشف الباحث الأثري محمد أبو الخير عويس أن مسجد مصطفي كامل الغمراوي أحد أقدم المساجد الأثرية بمحافظة بني سويف وأروعها في التصميم والبناء،حيث يبهر مصليه وعلماء الآثار الإسلامية بروعة تصميمه المعماري والهندسي الإيطالي المتمثل في مساحته الشاسعة بدون أعمدة، وارتفاع سقفه وضخامة مئذنته، والزخارف والنحت البارز علي الجدران بداخله.
وأشار عويس إلى أن مصطفي كامل الغمراوي بن محمد حسن بن إبراهيم الغمراوي هو مؤسس المسجد عام 1898م,حيث استقدم لتشييده مهندسين كبار من إيطاليا.
وأوضح أن مسجد الغمراوي أنشئ عام 1316 هـ كما ورد بالنصوص الكتابية على المسجد والمنبر الخشبي,والواجهة الشمالية الشرقية له هيالواجهة الرئيسية وبها كتلة المدخل التي يفضي منها إلى داخل المسجد,وهي عبارة عن دخلة مستطيلة تتوسطها فتحة باب يغلق عليها مصراعان من الخشب زخرف بأشكال هندسية مختلفة، وعلى جانبي المسجد مكسلتين يعلوهما نص كتابي,أما فتحة الباب يعلوها عتب محمول على كابولين من الحجر وكتب على العتب النص التأسيسي للمسجد " أنشئ هذا المسجد الفقير إلى الله مصطفى كامل الغمراوي" ويعلوه نفيس ثم عقد عاتق زخرف بالحجر المشهر وتوج هذا كله بزخرفة الجفت اللاعب ذي الميمات.
وتابع: أما الواجهة الجنوبية الشرقية خالية من الزخارف إلا من شطف مقرنص في الزاوية كما تحتوي على مجموعة من الشبابيك والأبواب من أسفل ومن أعلى ويتوج هذه الواجهة من إطار حجري بارز يعلوه بطول الواجهة شرافات مسننة,والواجهة الشمالية الغربية ملتصقة بمبنى مجاور ويعلوها بقايا شرافات مسننة,أما الواجهة الجنوبية الغربية صماء لا تحتوي على زخارف وتحتاج إلى أعمال ترميم.
وأوضح أن المئذنة توجد بالركن الشرقي من المسجد أعلى الواجهتين الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية,وتتكون من قاعدة مربعة بها دخلة من الناحية الجنوبية الغربية معقودة بعقد نصف دائري يدخل منها إلى سلم المئذنة,وتتحول هذه القاعدة المربعة إلى مثمن عن طريق مناطق انتقال عبارة عن مثلثات كروية.
واستطرد: كما زخرفت مناطق الانتقال بزخارف هندسية متداخلة وكتابية، ويحيط بها زخرفة الجفت اللاعب ذي الميمات، كما فتح في البدن المثمن أربع مشترفات معقودة بعقود نصف دائرية ومحمولة على أعمدة مدمجة بالمئذنة وترتكز كل منها على ثلاث حطات من المقرنصات.
وقال إنه يتم الدخول إلى المسجد من فتحة باب موجودة في الناحية الشمالية الشرقية تفضي إلى دركاة وهي عبارة عن مساحة خماسية الأضلاع في الناحية الجنوبية الشرقية منها توجد حنية محراب صغيرة ذات عقد منكسر وهذه الحنية خالية من الزخارف,ويعلو المحراب إطار مستطيل عليه آية قرآنية نصها " كلما دخل عليها زكريا المحراب " يعلوه قمرية مدورة مكتوب عليها "يا رب حسن الختام " .