أكد الفنان جمال سليمان أنه كان محظوظا بالعمل مع مؤلفين ومخرجين ومنتجين غاية في التميز سواء في مصر أو سوريا، وأنه حرص على ان يعمل نوعا وليس كما، موضحا أن الظروف لعبت دورا في هذا، لأنه تمرد على أهله منذ أن بلغ الـ 15 سنة.
وقال -في حواره ببرنامج "إنت حر"، الذي يقدمه الكاتب والسيناريست الدكتور مدحت العدل، عبر فضائية "سي بي سي تو"-إنه كان مشغولا منذ الصغر بألا يقدم أعمالا يندم عليها عندما يكبر في السن، وإنه قدم العديد من المسرحيات في كل المناطق السورية في بداية حياته الفنية، مشيرا إلى أن الثقافة جزء هام من النسيج السوري، وأننا نفتقد في الوقت الحالي للمثل الأعلي سواء في مصر أو سوريا.
وفي السياسة، تحدث سليمان، قائلا إن أفضل طريقة لمواجهة المؤامرة الغربية هو أن يتم تأسيس دول قائمة على الرضا وليس القهر، لافتا إلى أن اهمال التعليم والثقافة يجعل أى شخص يعبث بالمجتمع كما يشاء.
وأوضح الفنان السوري الجنسية، أن سقوط بغداد أمر لا يمكن أن يمر مرور الكرام وهو من الأشياء التى جعلت الأبواب مغلقة في وجهه، مذكرا أن وصية صلاح الدين الأيوبى الأخيرة في مسلسله كانت "اياكم والدم فإن الدم لا يموت"، مدللا على هذه المقولة بأن النظام السورى كان يجب أن يستجيب لرغبات الأغلبية والقيام بالتغيير الديموقراطي دون عنف او إقصاء، بل وطني خالص بدون تدخل خارجي مهما كان، وأن يقبل بأن هناك رياح تغيير.
واستكمل قائلا :"قلت لمن يقومون بالمظاهرات ابتعدوا عن العنف والاعتداء على أحد من الأمن، ولا ترفعوا أي شعار له طابع غير وطني، سواء كان ديني أو طائفي، لأن هناك مؤشرات، ففي زمن الرئيس حافظ الأسد وبشار الأسد بني من المساجد ومعاهد تحفيظ القرآن مساجد لم تبنى من قبل، فلا يوجد مكان ليس به مسجد، ولذا فنحن لسنا أقلية مسلمة، وليست مشكلتنا الدين بل القانون والمشاركة في صنع المصير، وكنت أتمنى طرح مبادرة وطنية لجمع والتفاف الشعب حولها".
واستطرد :" مصر و سوريا هما مخزنان للحضارة الإنسانية في المنطقة، كما أنه يوجد 20 ألف قطعة أثرية من العراق موجودة بمعهد الدراسات اليهودية في لندن، وأحب أن اوضح أنه في مسلسل صقر قريش مقولة تؤكد إن الحكم عقيم، كما أن التاريخ علمنا أن الكرسى هو دين الحاكم، و حلم الخلافة المنتظر أمر وهمى ولم تكن مدينة فاضلة، والمؤمرات لم تتوقف أبدا بين أبناء العمومة والصراع على السلطة طبيعة بشرية".
وشدد الفنان على أنه:"عندما نقرأ التاريخ بصورة نقدية سنجد فيه ما ينفعنا وكذلك من الأخطاء ما نستطيع أن نتجنبها، وأكره الصفحة السوداء في التاريخ، وعندما نقرأه سنجد صفحات سوداء وأيضا درر بيضاء نتعلم منها، والمنظمات الأصولية الارهابية عبارة عن شركات مساهمة تعمل داخل الدول".