نعى الدكتور أحمد عبدالغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية رحيل رسام الكاريكاتير الكبير أحمد طوغان الذي وافته المنية أمس 12 نوفمبر بعد صراعٍ مع المرض عن عمر ناهز 88 عاماً، وقد خرجت جنازته مساء أمس من مستشفى القوات المسلحة بالمعادي الذي نُقل إليه بعد أن أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي بعلاجه على نفقة القوات المسلحة تقديراً له ولعطائه الفني المتميز، وذلك بعد علمه بسوء حالته الصحية.
وأعرب " عبدالغني " عن بالغ حزنه لفقد الحركة الثقافية والتشكيلية واحداً من أهم فناني الكاريكاتير، ومن أكثرهم تأثيراً وجماهيرية بفضل أعماله التي تمثل تلخيصاً صادقاً يعكس نبض الشارع بكل طبقاته بواقعية وحس فني رفيع المستوى، وتُعد تلك الأعمال للمؤرخين والباحثين مرجعاً هاماً بلغة بصرية فنية ممتعة ترصد وتؤرخ لأهم الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية بكل تفاصيلها .. وهو أحد أبناء الجيل الذهبي من مبدعي مصر في الأدب والفنون والعلوم.
وأضاف عبد الغني .. لقد أعطى طوغان الكثير لفنه ولجمهوره وساهم مع رفقاءه محمود السعدني وصاروخان وإحسان عبدالقدوس ورخا وكامل الزهيري وزكريا الحجاوي وغيرهم في تطوير مهنة الصحافة في مصر، فهو من مؤسسي جريدة الجمهورية قبل إنطلاقها عام1954، كما شغل مؤخراً منصب رئيس "الجمعية المصرية للكاريكاتور"، ورئيس "رابطة روّاد الصحافة".
وأشار عبد الغني إلى أن " طوغان " خلال رحلته الطويلة والشاقة مع فن الكاريكاتير كان أميناً مع جمهوره، الذي قدم له طوال ما يزيد عن 60 عاماً مئات الأعمال التي تناولت بحسه النقدي الساخر المتفرد شديد الخصوصية همومهم وقضاياهم بلغة الكاريكاتير القريبة من وجدان المتلقي مهما اختلفت فئته وشريحته .. رحلة طويلة بدأت من أربعينيات القرن الماضي يُمثل حصادها بانوراما شاملة سجلت حال مصر والمصريين في رسائل سريعة ومباشرة وعميقة الدلالة صاغتها ريشة فنان من طراز فريد خط لنفسه أسلوباً خاصاً تميز به عن أقرانه، وأسس به لفن الكاريكاتير لدى أجيال من تلامذته .. رحم الله " طوغان " فارس القلم والريشة، وألهم أسرته وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان."
أحمد ثابت طوغان .. مواليد 20/12/1926 بمحافظة المنيا، رسام كاريكاتير في الصحف منذ عام 1946، وكان يعمل حتى رحيله مستشاراً فنياً لدار التحرير للطبع والنشر، نال العديد من الجوائز والأوسمه منها : وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي 1977، جائزة حقوق الإنسان 1989، جائزة مصطفى وعلى أمين الصحفية 1987، كما أن له العديد من المؤلفات الهامة منها "قضايا الشعوب" و "سيرة فنان صنعته الآلام" و "أيام المجد في وهران".