تمر اليوم الأربعاء الذكرى الثامنة عشر لوفاة الفنان الراحل محمد طه، رائد فن الموال في مصر وصاحب أكثر من 10 آلاف موال في حب مصر جعلته يتربع علي قائمة اكثر مطربي الموال شهرة في مصر .
محمد طه من مواليد 24 سبتمبر 1922 بـ"طهطا"، وعاش طفولته بعزبة عطا الله سليمان بقرية "سندبيس"، التابعة لمركز قليوب إلى لينتقل بعدها للعمل بمصانع النسيج بالمحلة.
وكانت بداية طه مع الموال بالغناء بمقاهي حي الحسين والسيدة زينب، في الموالد والمناسبات الدينية، إلى أن التقى عام 1954 بالإذاعيان إيهاب الأزهري وطاهر أبو زيد، مصادفة بمقهى "المعلم علي الأعرج" بالحسين وفتحا له الطريق للغناء بالإذاعة المصرية.
وقام محمد طه بتطوير الغناء الشعبي وخلق قاعدة جماهيرية جديدة لهذا اللون من الغناء المصري، مع الفنانة الشعبية خضرة محمد خضر، وجمالات شيحا وغيرهم من الأصوات التي نجحت في جذب الريفيين وأبناء الطبقة المتوسطة والمناطق الشعبية، وذاع صيت "طه" إلى أن قام بالغناء في احتفال عيد الثورة أمام الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر وكمال الدين حسين وغيرهم من قادة الجيش، وتبرع بأجره في هذا الحفل لصالح تسليح الجيش.
وذاع صيت نجم الموال محمد طه، وأصبح فقرة رئيسة في كل الحفلات التي تقام في مصر، فكون فرقته الموسيقية الخاصة "الذهبية للفنون الشعبية" التي استمرت معه في كل حفلاته داخل مصر وخارجها وفي الأفلام التي شارك فيها، وثم أسس شركة خاصة للإنتاج اسمها "ابن البلد"، واشتهر طه بلازمة دائمة في كل أغانيه هي "آه آه آه يا عيني".
وشارك طه بالغناء في 30 فيلم منها: "ابن الحتة، بنات بحري، أشجع رجل في العالم، خلخال حبيبي، شقاوة رجالة، السفيرة عزيزة، الزوج العازب، دعاء الكروان، المراهق الكبير، ملك البترول، زوجة ليوم واحد، رحلة العجائب، دستة مجانين".
وكان أول فيلم شارك فيه "حسن ونعيمة" عام 1958، وغنى فيه موال "حسن ونعيمة"، وهو موال يحكي قصة حقيقية وقعت أحداثها في "بني مزار" بمحافظة المنيا عام 1905.
ومن المواويل التي اشتهر بها "محمد طه"، موال "ياسين وبهية"، وبلغت عدد المواويل التي غناها نحو 10 آلاف موال منها 350 موالاً سجلها للإذاعة والباقي مسجل على اسطوانات وشرائط، ولم يكتف "طه" بالغناء ووضع كلمات الموال، بل لحنها لنفسه أيضاً.
و بعد 50عاما من الغناء توفي طه في 12 نوفمبر 1996، بعد أزمة قلبية مفاجئة تعرض لها عقب خروجه من منزله بحي شبرا توفي علي أثرها مباشرة ليترك خلفه تراثًا فنيًا نجح في صناعته، وصورة للفن الشعبي لم تغادر ذاكرة المصريين حتى الآن.