النجار: الأهرام ستظل منارة للثقافة والصالون مقدمة فعاليات فنية منتظمة
أطلقت مؤسسة الأهرام، صالونها الأول للفن التشكيلي، مساء أمس، الاثنين، في حفل كبير، بقاعة الأهرام للفنون، استهلته بمعرض إيقاع، والذي يقام تحت رعاية مجلة "البيت"، بمشاركة 40 فنانُا معاصرًا، ينتمون لأجيال واتجاهات فنية مختلفة يشاركون بأكثر من 80 عملاً تتوزع بين النحت والتصوير والرسم والفيديو آرت، والحلي والجرافيك.
وافتتح الصالون السيد أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، والدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، بصحبة نخبة من الفنانين ورموز الفكر والثقافة والإعلام. ويأتي إطلاق الصالون تتويجا للدور التنويري والحضاري لمؤسسة الأهرام ورعايتها للفنون.
وكرم المعرض اثنين من رواد الحركة التشكيلية في مصر، الفنان آدم حنين، أحد أبرز أسماء فن النحت المصري المعاصر، واسم الفنان الراحل، منير كنعان (1919 – 1999)، واللذين أثريا المشهد التشكيلي المصري بأعمال تعد علامات في تاريخ الفن المصري الحديث.
وسط حضور كثيف من الفنانين المشاركين ورجال الفن والثقافة والإعلام، وعلى الأنغام الموسيقية لفرقة "رباعي أوتار"، تم تكريم الفنان آدم حنين ، واسم الراحل الفنان منير كنعان بحضور الكاتبة الكبيرة سناء البيسي، زوجة الراحل ونجله هشام كنعان، وقال النجار إن الأهرام كانت منذ تأسيسها قلعة للتنوير ونشر الفن والجمال، وأكد أن إطلاق الصالون اليوم، مقدمة لعقد فعاليات منتظمة، وسيعقبه معارض تشكيلية عدة تقدم الفن الراقي وتتيح للمبدعين أن يقدموا أنفسهم إلي قاعدة أوسع للجمهور، من خلال قاعة الأهرام للفنون وأعرب عن سعادته بتكريم النحات العالمي، آدم حنين واسم الفنان الراحل، منير كنعان.
وأكد النجار أن الأهرام ستظل منارة للثقافة والتنوير وأن الصالون يأتي كعلامة علي الدور التاريخي للأهرام في رعاية الفنون.
وأعرب وزير الثقافة، جابر عصفور، عن تقديره الشديد للأعمال الفنية المعروضة بالمعرض وقال عصفور، إن الفنانين المشاركين بالمعرض، فنانون عظام يفخر المرء بأنهم موجودون بالبلد ويفخر بإنتاجهم، ونأمل في أن يرى الجمهور المصرى هذا الإنتاج الفني العظيم.
وأضاف عصفور أن إقامة الصالون ليس بجديد على الأهرام ودورها المعروف في رعاية الفنون التشكيلية على مدار تاريخها، مشيرًا إلى أن المؤسسة تملك ثروة فنية ضخمة تضاهي أكبر المقتنيات المصرية والعربية من الفنون التشكيلية.
ويقام الصالون تحت رعاية مجلة "البيت"، المجلة العربية الأولى للديكور والعمارة والفنون، أحد إصدارات الأهرام المتميزة والمتخصصة والتي حرصت على مدار أربعة عشر عاما -هي عمر المجلة- لجذب القارئ في مصر والعالم العربي للاهتمام بمجالات الفن والإبداع المُختَلِفة خاصة حركة الفن التشكيلي المزدهرة والمتجددة دائمًا.
وتؤكد عزة الحسيني، رئيس تحرير المجلة، إن إطلاق صالون الأهرام الأول للفن يأتي استمرارًا لدور مجلة "البيت" التي كانت ولا تزال منبرًا، ظهر من خلاله العديد من الفنانين الذين أصبحوا علامات مؤثرة في مشهد الفنون التشكيلية المصرية المعاصرة، حيث ستستمر المجلة داعمًا مهمًا للفنانين الكبار والراسخين على الساحة الفنية وكذلك الفنانين الواعدين.
كما تعتبر الحسيني أن "إقامة مثل هذه المعارض بعد فترة من الركود شهدتها الساحة الفنية، لم تعد ترفا، بل مسئولية على المؤسسات الصحفية الكبرى مثل الأهرام، وهي جديرة بالقيام بهذا الدور الذي يتطلب إعدادا ضخما ومتابعة حثيثة للجديد في مشهد الفن التشكيلي المعاصرمن أجل المساهمة في حركة نهضة فنية جديدة".
كما ألقت الضوء على التنوع الكبير للمجالات الفنية بمعرض إيقاع من تصوير ونحت وفوتوغرافيا وجرافيك وفيديو آرت وحلي، ومعظمها من الأعمال التي تعرض لأول مرة. وتؤكد عز العرب إن أعمال الفنانين المكرمين آدم حنين ومنير كنعان هي أعمال نادرا ما تقدم للجمهور :"بالنسبة للثلاثة لوحات بتقنية الكولاج للفنان منير كنعان، فهي بنفس الحالة التي تركها عليها الفنان في مرسمه ولم تعرض إلا مرات معدودة على الجمهور، ومنها ما يعود إلى خمسين عاما تعكس رؤية الفنان الرائد الحداثية في حركة التجريدية التعبيرية".
أما بالنسبة للقطع النحتية الأربع الرئيسية للفنان آدم حنين، فتقول : "النسر" الذي يتوسط مدخل المعرض هو النموذج المصغر الأصلي للعمل النحتي "احتضان" الذي يقف شامخا أمام مبنى الأهرام منذ عقود، والذي تم اختياره كرمز لصالون الأهرام للفن التشكيلي تأكيدا على احتضان المؤسسة وهو ما يحمل دلالاته من خلال هذا الحدث الفني الكبير".
ويعرض العمل لأول مرة خارج متحف آدم حنين، فضلا عن الأعمال الأربعة المتميزة الأخرى "أم كلثوم" و"صلاح جاهين" و"زينب" و"الحمار".
وكان وزير الثقافة، دكتور جابر عصفور، قد أبدى اهتمامه بأعمال مصممي الحلي التي تجمع بين الموتيفات التراثية والروح المعاصرة المبدعة، واعتماد بعضهم على الحرفيين المهرة في الورش الفنية في خان الخليلي. كما وعد الوزير بأن تقوم وزارة الثقافة بدعم فن الحلي الذي يستلهم التراث وينفتح على الرؤية الحديثة في المرحلة القادمة.
ويستمر المعرض حتى 20 نوفمبر الجاري ويكون مفتوحا للجمهور يوميا من 12 ظهرا إلى 9 مساء، ويضم المعرض أكثر من 80 عملًا فنيًا في مجالات النحت والتصوير والرسم والحلي، والفوتوغرافيا والجرافيك، و"الفيديو آرت" متاحة للاقتناء.
ويقام المعرض في "قاعة الأهرام للفنون"، وهي أحد أكبر قاعات الفنون التشكيلية في مصر وتبلغ مساحتها 700 متر مربع صممت بخطوط حداثية، إذ صممتها الفنانة الفرنسية سيلفي بلانشيت، مواكبة لأحدث الطرز الفنية وتم تجهيزها بأنظمة إضاءة مخصصة للمعارض كما زودت بنظام الشبورة المائية والمخصص لحماية الأعمال الفنية، وافتتحت القاعة علي يد الكاتب والأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل ديسمبر 2012 بمعرض ضخم ضم مجموعة مقتنيات الأهرام من الفنون الحديثة، وهي مجموعة فنية نادرة من مقتنيات الأهرام تؤرخ للفنون المصرية التشكيلية عبر القرن العشرين.
