مخرج "مذابح العثمانيين ضد الأرمن" : الشعب التركي يخشى الحديث عن تلك الجرائم
قال "فاتح أكين"، المخرج الألماني، تركي الأصل، إن الشعب التركي يعتبر الحديث عن الجرائم التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، من المحرمات، التي يخشى الحديث حولها من قرب أو بعيد.
جاء ذلك في كلمة للمخرج بالندوة، التي أقيمت اليوم الثلاثاء، لمناقشة الفيلم، الذي عرض بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ36.
وأضاف "أكين" أن الفيلم يناقش المذابح ضد الأرمن في الحرب الأولى، والتي تنكرها الحكومات التركية، مشيرا إلى أن المشكلة التي واجهته كانت في الرقابة الداخلية للمجتمع التركى الذي يخشى الحديث في هذا الأمر، مستشهدا على ذلك بأن بعض أصحاب دور العرض عبروا له عن مخاوفهم من عرض الفيلم داخل تركيا.
وأوضح أنه لم يواجه مشكلة مباشرة مع الحكومة التركية حول الفيلم، لأنه صور مشاهده في الأردن، بالنسبة للمشاهد الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، وبقية المشاهد جرى تصويرها في دول أخرى منها كوبا والمانيا، وكندا، حيث تم تصوير مشاهد آخرى بها لصعوبة استمرار تصوير الفيلم بالكامل في الأردن.
وأشار إلى أن الكثير من الأتراك بدأوا مؤخرا في استيعاب ما جرى ضد الأرمن، موضحا أنه اختار عدم تكرار كلمة "مذبحة" في الفيلم لأن الكلمة عندما تتكرر لا يكون لها معنى وهو ما جعله يركز على أجزاء معينة في هذه المذبحة لتوضيح الحقيقة.
والفيلم يتناول مجازر اﻷبادة الجماعية التي تعرض لها اﻷرمن في أواخر عصر العثمانيين عام 1915
ونال الفيلم إشادات واسعة لجرأة مخرجه في تناول هذا الملف الشائك رغم أصوله التركية، واعتبر النقاد أن المخرج قدم رؤية محايدة عن هذه الأحداث تعتمد في المقام الأول على الحقائق التاريخية.
و"القطع" مدته 138 دقيقة من إخراج فاتح أكين وبطولة طاهر رحيم وسيفن ستيفين شوبهام وإنتاج "بومبرو إنترناشيونال"، موسيقي الكسندر هاكس.
وسبق للفيلم المشاركة في المسابقة الكبرى لمهرجان فينسيا السينمائي وهو أول فيلم لمخرج من أصول تركية يتناول مجازر الإبادة التي تعرض لها الأرمن في أواخر الدولة العثمانية، خلال فترة الحرب العالمية الأولى، حيث قام الأتراك بالتعاون مع عشائر كردية بإبادة مئات القرى شرقى البلاد في محاولة لتغيير ديموجرافية تلك المناطق.
ومن المعروف تاريخيا أنهم أجبروا القرويين علي العمل كحمالين في الجيش العثماني ومن ثم قاموا بإعدامهم بعد إنهاكهم، غير أن قرار الإبادة الشاملة لم يتخذ حتي ربيع 1915، حيث قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمينية في اسطنبول وتم إعدامهم في ساحات المدينة، بعدها أمرت جميع العائلات الأرمينية في الأناضول بترك ممتلكاتها والانضمام إلي القوافل التي تكونت من مئات الآلاف من النساء والأطفال في طرق جبلية وعرة وصحراوية قاحلة.
وغالباً ما تم حرمان هؤلاء من المأكل والملبس، فمات خلال حملات التهجير هذه حوالى 75٪ ممن شارك بها وترك الباقون في صحارى بادية الشام. ومعظم المؤرخين الأتراك يشيرون إلى مقتل 300 ألف أرمينى فقط، بينما تشير مصادر أرمينية إلي سقوط أكثر من مليون ونصف المليون أرمينى.
ونال الفيلم، الذي عرض لأول مرة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بمهرجان القاهرة، إشادة واسعة من الحضور الذين أعربوا عن سعادتهم عقب خروجهم من الفيلم، مشيدين بمختلف عناصر الفيلم من التصوير والموسيقي التصويرية والإخراج.