عقدت في مكتبة الكتب خان بالقاهرة ندوة نقدية لمناقشة المجموعة القصصية" تاكسي أبيض"، للكاتب شريف عبدالمجيد، والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية حديثا، وناقش المجموعة الناقد الدكتور يسري عبدالله، والروائي الكبير يحيى مختار.
وقد أشار الكاتب يحيى مختار في مداخلته النقدية إلى أن شريف عبدالمجيد يمتلك عالما خاصا به، وأن إنتاجه الإبداعي غزير نسبيا، بالنسبة لأبناء جيله.
ثم قدم الناقد يسري عبدالله مداخلة نقدية عن المجموعة بدأها بقوله: "تاكسي أبيض عنوان يداعب الوجدان الشعبي للمصريين، حيث يستعمل الكاتب تعبيرا يوميا، يستخدمه المصريون"، ثم أشار إلى أن المجموعة "تتشكل من قسمين أساسيين: "القبض على سمكة، وجرافيتي"، وكل قسم منهما يتكون من سبع قصص قصيرة، وكأن هناك قسمة منطقية من قبل الكاتب يعتمدها في مجموعته".
ووضع الدكتور يسري عبدالله تحليلا وافيا لنصوص المجموعة المختلفة، مشيرا في حديثه عن قصة "السيد لا يحب الطيور" إلى أن الكاتب دائما ينطلق من حدث يومي/ واقعي، ثم يمنحه دلالات أكثر عمقا وطرافة في آن، عبر هذا الولع بالتخييل، فتصبح الفانتازيا سلاحه الأساسي في التعبير الجمالي عن ذلك.
فثمة -كما يقول عبدالله- رجل انتخبته الطيور لتلقي عليه بعضا من روثها، فيتعامل مع هذا الأمر بوصفه نذير شؤم، في معارضة للموروث الشعبي الذي يراه فألا حسنا، ولقناعته المطلقة بأن أياما قاسية تنتظره بسبب ما فعلته الطيور معه، يتربص بها ليلا ونهارا، بل ويقنع سكان عمارته بحتمية مطاردتها، وقتلها، ويشكل فرقا لاصطياد الطيور وقنصها، وتصبح حياته وقفا على هذا السلوك.