قالت الباحثة الأثرية إيمان عمار إن المجتمع المصرى القديم كان له دور فى تصنيف المعبودات، فهناك معبودات ارتبطت بنطاق محلي محدود، وأخرى تسيدت سائر البلاد، إلا أن الفكر الديني وتصوُّر المصري لحياةٍ أخرى بعد البعث، فضلاً عن تخوف المصري من بعض الظواهر أو حبه لأخرى، وإيمانه بالسحر - كل ذلك أدى إلى ظهور تنوع وتشعب للمعبودات المصرية وهذه المعبودات لم تخضع لتصنيف واحد وواضح.
وأضافت في تصريحات لـ"صدى البلد": "كثيراً ما نجد لمعبود واحد أكثر من طبيعة وأكثر من دور، وأدى ذلك إلى إمكانية اشتراك معبود واحد فى أكثر من تصنيف من هذه التصنيفات,وقد صُنفت بعض الآلهة والمعبودات كآلهة كونية، والبعض الآخر صنف على أنه معبودات محلية ويرجع ذلك فى الأغلب إلى طبيعة هؤلاء الأرباب وأدوارهم، وما تمتعتوا به من نصيبٍ رفع شأن بعضها عالياً، أو حصر شهرة ومكانة معبودات أخرى فى منطقة بعينها دون غيرها، وذلك كأن يُدمج معبودٌ ما فى مذهب دينى معين، أو يُربط بعلاقة مع الملكية أو عاصمة الحكم، أو أن تسهم صفة من صفاته فى رفعة شأنه بشكل أو بآخر".
وأوضحت أنه حدث اندماج بين الالهة المختلفة,فمثلا الاندماج بين امون معبود طيبة مع المعبود رع اله الشمس حدث ليصبح امون رع والذى احتل مكانة كبيرة منذ الاسرة الثانية عشر لتصل ذروتها خلال الاسرة الثامنة عشر عصر الامبراطورية المصرية,وقد حدث هذا الاندماج خلال الاسرة الحادية عشر وظهر ذلك فى معبد منتوحتب الثانى,كما اندمج امون ايضا مع المعبود مين معبود الخصوبة مصورا بالريشتين المستقيمتين العاليتين فوق رأسه،إذ ارتبط به "آمون" فى عصر الدولة الوسطى،واتخذ هيئته الإخصابية التى يظهر فيها(أسوة بالمعبود "مين") فى هيئة رجل ملتف برداء حابك، بينما يبرز قضيبه المنتصب وذراعه المرفوعة يعلوها السوط ذو الثلاث جدائل، ولباس الرأس المكون من القلنسوة (الطاقية)، والريشتين المستقيمتين العاليتين.