افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة اليوم "الأربعاء"، فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين من الخامس من نوفمبر الجاري وحتى الخامس عشر من الشهر نفسه في مركز اكسبو الشارقة.
وأدان القاسمي، في كلمته الافتتاحية، حوادث العنف والتفجيرات التي تشهدها بعض بلدان المنطقة العربية، واصفا إياها بالمآسي التي يندى لها جبين حياء الإنسانية خجلا.
ودعا القاسمي إلى اعادة بناء الانسان سلوكيا وأخلاقيا وفكريا حتى تنعم الشعوب العربية بالرخاء والاستقرار .
ووقع القاسمي كتابه الجديد الذي عنونه "تحت راية الاحتلال" ويواصل فيه سلسلة كتاباته التاريخية المهمة ذات الصلة بالمكان والزمان وتكشف معنى المستقبل من خلال استنطاق الماضي.
وكرم القاسمي الفائزين من الكتاب والمبدعين وكان على رأس المكرمين الفنان عادل أمام والذي قوبل بحفاوة غير مسبوقة من قبل جمهور الحاضرين سواء كانوا إماراتيين أو أجانب.
وتتضمن دورة معرض الشارقة الدولي للكتاب العديد من البرامج والفعاليات الفكرية والأدبية، بمشاركة عشرات الشخصيات المحلية العربية والعالمية، التي تشمل نخبة من الروائيين والإعلاميين والمفكرين والفنانين والأكاديميين وكبار الطهاة، إلى جانب مئات الآلاف من عناوين الكتب التي ستعرض على مساحة 13500 متر مربع.
ويحظى معرض الشارقة الدولي للكتاب بدعم كبير ورعاية متواصلة من قبل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في سبيل نشر ثقافة الكلمة الجادة والرصينة، متفردة المضمون، وصائبة المآل".
وتتميز هذه الدورة بخصوصيتها نظرا لمواكبتها احتفالات (الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية) وقد تم اختيار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) لتكون ضيف شرف المعرض، تقديراً لدورها الريادي في نشر الثقافة الإسلامية السمحة على المستوى العالمي.
وتحول معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يكمل عامه الثالث والثلاثين من العطاء الثقافي للمجتمع، والدعم اللامحدود للكتاب والكتاب، ولكافة العاملين في هذا القطاع، بفضل توجيهات الشيخ القاسمي إلى مشروع ثقافي متكامل، تحتفي من خلاله الشارقة بالكلمة وتنهض من خلاله أيضا بمفردات الحياة كافة وتضع بصمتها على حروف المستقبل، وترسخ التواصل الحضاري بين الشعوب.
وتشارك في هذه الدورة 1256 دار نشر من 59 دولة، من بينها 35 دولة أجنبية، وجاءت الزيادة هذا العام بفضل الجهود التي يبذلها المعرض في التواصل مع دور النشر الأجنبية، والمشاركات الخارجية في المعارض التي تنظمها مختلف دول العالم، وهو ما دفع نحو 12 دولة أجنبية إلى المشاركة في المعرض للمرة الأولى وهي: أيسلندا، وفنلندا، والمكسيك، وكرواتيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وسلوفينيا، وهنغاريا، ومالطا، ونيوزيلندا، وماليزيا، ونيجيريا.
وجاءت الإمارات في صدارة الدول المشاركة في المعرض من حيث عدد دور النشر، بواقع 141 دارا، ويليها على التوالي: مصر بـ140 دارا، ولبنان بـ105 دور، وروسيا بـ75 دارا ثم سورياً التي تشارك بـ68 دارا، والهند 56، والأردن بـ51، فيما تتصدر بريطانيا الدول الأوروبية مع مشاركة 51 دارا، وتحضر الولايات المتحدة بـ27 دارا، كما تشارك إيطاليا بـ13 دار نشر.
وتعرض الدور المشاركة مجتمعة أكثر من مليون وأربعمائة ألف عنوان في مختلف العلوم والثقافات والمعارف واللغات، وتركزت زيادة دورة العام الجاري في عناوين الكتب العربية، فيما ستتوفر الكتب المعرضة بنحو 210 لغات عالمية.
وتشمل قائمة الضيوف عددا من أبرز الشخصيات العربية والعالمية التي سيتم استضافتها في المعرض، كتابا، وشعراء، ومفكرين، وفنانين، وإعلاميين، ومن أبرزهم عربيا الممثل عادل إمام، ووزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط، والروائية والشاعرة أحلام مستغانمي، والإعلامي حمدي قنديل، والدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق والكاتب الجزائري ياسمينة خضرا، والدكتور أحمد عمارة إضافة إلى ثلاثة عشر فائزا ومرشحا للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر).
فيما تشمل قائمة أبرز ضيوف المعرض الأجانب الكاتب والروائي العالمي دان براون، وحسين حقاني، السفير الباكستاني السابق إلى الولايات المتحدة، وشاشي ثارور، وزير الخارجية الهندي الأسبق ووزير تطوير الموارد البشرية السابق في الهند، والمؤلفة الأمريكية الحائزة على جوائز، جي ويلو ويلسون، والكاتبة الباكستانية كاملة شمسي، والمؤلف والصحفي الأمريكي دوغلاس برستون، والكاتب الهندي الشهير شيف خيرا، ومؤلف كتاب الخيال الكاتب الهندي أميتاف غوش، والكاتبة الأسترالية الجنسية العربية الأصل رندة عبد الفتاح، والكاتب أميش تريباثي الذي يعتبر "نجم الأدب الأول في الهند" و مانجو واريير ممثلة الأفلام الهندية المشهورة بأعمالها الفنية في الأفلام المالايالامية. وسينظم المعرض زيارات لهؤلاء الكتاب إلى أكثر من 50 مدرسة في إمارتي الشارقة ودبي، بهدف تعريف الطلاب على مهارات الكتابة وتجارب الكُتّاب الشخصية في تأليف كتبهم تعزيزاً لدور المعرض في نشر الثقافة والمعرفة بين أفراد المجتمع.
ويشارك في فعالية منصة التواصل الاجتماعي عدد من أهم الشخصيات المؤثرة في هذا المجال، من بينهم الأميرة أميرة الطويل، واللواء حميد محمد الهديدي، قائد عام شرطة الشارقة، واللواء خميس مطر المزينة، القائد العام لشرطة دبي، وسعادة نورة الكعبي، الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي. كما سينظم المعرض ندوة مهمة عن "النشر الصحفي في الإمارات" في الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء، الخامس من نوفمبر، بمشاركة عدد من رؤساء تحرير الصحف المحلية، ويديرها الكاتب الصحفي محمد يوسف، رئيس جمعية الصحفيين.
ويشهد المعرض إقامة المؤتمر المشترك بين المعرض وجمعية المكتبات الأمريكية، وذلك للمرة الأولى في المنطقة، خلال الفترة من 11-13 نوفمبر وتتناول جلسات المؤتمر والورش التدريبية المرافقة له، مجموعة من الموضوعات والقضايا التي تخص أمناء المكتبات العامة، والأكاديمية، والمدرسية، والحكومية، والخاصة، بمشاركة نخبة من الخبراء المحليين والعالميين.
وانطلقت قبيل افتتاح المعرض فعاليات البرنامج المهني في دورته الرابعة، بحضور رئيس الاتحاد العالمي للنشر ريتشارد تشاركن والتي يسعى من خلالها معرض الشارقة الدولي للكتاب إلى تنمية وتطوير مهارات الناشرين من المنطقة والعالم، حيث يشكل البرنامج إضافة قيمة لهم من خلال التواصل وتبادل الخبرة والمعرفة مع الخبراء.
وستكون هذه الدورة الجديدة هي الأكبر في تاريخ المعرض، بمشاركة 1256 دارا للنشر من 59 دولة، ستعرض أكثر من 1.4 مليون عنوان بنحو 210 لغات، كما سيتضمن المعرض 780 نشاطا ثقافيا، يشارك فيها عشرات الشخصيات الثقافية والفنية والإعلامية من أنحاء العالم كافة.
ويتم خلال الدورة الحالية الاحتفاء بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ضيف شرف الدورة الحالية، وسيصاحب المعرض تنظيم أول مؤتمر لجمعية المكتبات الأمريكية في العالم العربي والشرق الأوسط.