صدر عن المركز القومي للترجمة مؤخرا كتاب "الخروج من الرأسمالية من أجل إنقاذ الكوكب"، من تأليف هيرفي كيمف، ومن ترجمة الدكتور أنور مغيث.
يتحدث الكتاب عن دخول الرأسمالية في مرحلة مميتة، نجمت عنها أزمة اقتصادية كبرى، وأخرى بيئية، معتبرا أن الخيار الوحيد من أجل إنقاذ كوكب الأرض هو الخروج من الرأسمالية بإعادة بناء مجتمع لا يكون فيه الاقتصاد حاكما بل أداة، ويتفوق فيه التعاون على المنافسة، ويكون للصالح العام الأولوية على الربح.
يشرح لنا المؤلف في قصة مبتكرة، كيف غيرت الرأسمالية نظامها منذ عام 1980 ونجحت في فرض نموذجها الفردي على السلوك، بالإضافة إلى تهميش المنطق الجمعي.
ويرى أنه للخروج من ذلك يجب أولا التخلص من هذا الظرف السيكولوجي الذى وضعتنا الرأسمالية تحت وطأته، محذرا من خطر استمرار النظام الرأسمالى على البشرية بأسرها.
ويحدد ثلاثة أنواع من المخاطر: مخاطر بيئية ناتجة عن الاستهلاك المفرط للطاقة وموارد الطبيعة، ومخاطر اجتماعية ناتجة عن الاستهلاك المفرط للطاقة وموارد الطبيعة، ومخاطر اجتماعية ناتجة عن الاستهلاك الترفي ودخول منطق الربح إلى مناطق تتعلق بالعواطف والإنجاب والعلاقات الأسرية، ومخاطر سياسية تتهدد الديمقراطية وحرية اختيار الناس للحياة التى يريدونها.
ويلاحظ المؤلف أن كل هذه المخاطر تتكبدها البشرية بسبب رغبة كبار الرأسماليين في الكسب رغم أنف الجميع، حيث لم تكن مشكلة البشر مع الرأسمالية منذ أن ظهرت على مسرح الاقتصاد العالمي، أنها تؤدى للتفاوت الطبقى الرهيب فحسب، وإنما لأنها أيضا تؤدى إلى اغتراب الإنسان، أي انفصاله عن ذاته والتصارع معها، فلبقائه على قيد الحياة ورعاية أولاده يضطر لبيع قوة عمله مقابل أجر، وينتج سلعا لا يستطيع امتلاكها، وينشأ عن ذلك شعور بالتشيؤ وبأنه هو نفسه قد أصبح سلعة معروضة في الأسواق يسري عليها قانون العرض والطلب.