صدر ديوان "رعشة الخزاف" للشاعرة التونسية آسيا شارني عن دار رسلان للطباعة والنشر، ويتكون من 24 قصيدة ، والغلاف من تصميم الشاعرة حيث ضمنته لوحة للفنان الروسي فاسيلي كاندنسكي مما زاد الغلاف أناقة وجمالا.
ونصوص الديوان شديدة الجاذبية، فالشاعرة تبحث عن أناقة الحرف وجمالية الصورة وتبتعد بك إلى عالمها الذي لا يلجه إلا من يفتح أجنحةَ لحلمه ليحلق معها ويسكر من لذّة حرفها.
ويعتبر الفضاء الذي يحيط بالشاعرة مصدرا ملهما لذلك تدب الحياة في الصّخور وفي البحر وفي الرّمال فنجد الشاعرة تستجدي اللغة من البحر لتسعفها بعض الجرأة في الكلام، وتفتح أقواسها للعاشق المتردّد بين الحبّ واللاّحب كما تجعل من الطين رحلة إبداعية لخزاف تنتابه رعشة الانتشاء ومن هنا تم اختيار عنوان الديوان "رعشة الخزّاف".
في هذا الديوان نلاحظ الحضور المكثّف للحلم مما يجعل من الذات الشاعرة في عملية بحث مستمر عن عالمها المشتهى وقد تجلّى ذلك في ورود الاستفهام بصفة متكررة والذي يترجم حالة الحيرة التي تعيشها المبدعة.
وتختم الشاعرة ديوانها بقصيدة عنوانها " أفيكِ تتوافق الواني" وهي هدية إلى الوطن الأم تونس الخضراء مهد الثورات العربية وهذا يحيلنا مباشرة إلى الفترة التي كتب فيها هذا الديوان 2011 ـ 2013 أي بداية ثورات الربيع العربي.
ومن قصيدة "رحلة في الطّين" ، نقرا تلك الأبيات فكرةُ الْخزّاف كانتْ/رشفةَ ضوءٍ شفيفْ/رحلةً في الطّينِ،آهةً للأمنياتْ
/رعشةَ الخزّافِ/أسّستْ للحبِّ/للْوطنِ/،لِما تبقّى من نخيلْ/صنعتْ للجبلِ ركبتين كي يجثوَ/بعدما طال الْوقوفْ.