صدرت مؤخرا عن مكتبة الدار العربية للكتاب رواية "جوارى العشق " للروائية الدكتورة رشا سمير.
تتناول الرواية أربعة أجيال من النساء فى أربعة أزمنة مختلفة، تحمل كل واحدة جينات من سبقتها ولكنها دون شك تحمل حُلما جديد ومفهوم خاص للحرية. بداية من سلاطين المماليك ومرورا بتحولات فترة السبعينيات ووصولا إلى تغيرات المجتمع المصرى فى مطلع 2011.
تضع الرواية تاريخا ناعما لحرية المرأة، وفى الوقت نفسه تحرر تاريخها من صورة نمطية سرعان ما تتحول إلى كرباج لجلد الذات. كما تحكى قصة نساء آمن بالحرية وبحثن عنها فأخذتهن أحلامهن إلى أربع قصص وأربع نهايات وألف مغزى من وراء كل حكاية.
تقول رشا سمير في حديثها عن روايتها:" حين تحكى (قمر) تُنصت (مهشيد)، وحين تروى (مهشيد) ترفض (أيسل)، وحين تصمُت (أيسل) تطلُب (رحيل) المزيد". هكذا حال الأربع روايات بشخوصها.
في روايتها عن قمر تقول الروائية رشا سمير: أمسكت قمر بالقلم وكتبت: " لم يكن حظها أفضل من حظى كثيرا..ولم يكن حظى الأفضل بينهن.. أما هى فقد كانت صاحبة الحظ الأوفر، كلنا بحثنا عن نفس الشئ وكلنا حاربنا من أجل نفس الهدف، كلنا سرنا خلف نفس الحُلم فوصلنا إلى خيط من السراب.. قهرنا الظروف مرة وقهرتنا الظروف مرات..وكانت نهاياتنا مختلفة.. كان وقوعنا فى الحب سببا أبديا لبقائنا خلف أسوار القهر طويلا، وكان وقوعنا فى الحب سبب دائم لبحثنا عن شق فى الحيطان يتسرب منه إلينا شعاع أمل أو طريقا للحرية.. كنا نساءا نبحث عن دورنا، أو نساءا بحثت عنا أدوارنا..ووصلنا ليقين أن البحث عن الأشياء يجعل منا رحالة فى دنيا الغيب، وتبقى الحقيقة الأكيدة وهى إن أدوارنا وأقدارنا تظل تبحث عنا حتى وجدتنا هى قبل أن نجدها نحن.. لكل منا قصة، قصة بقيت منها عبرة..أو قصة سقطت تحت أقدامها عَبرة..قصة رُويت لنا وقصة رويناها...قصة حكت عنا وقصة حكيناها..لم يتبق منها سوى تلك الأوراق والصور..لم يتبق منا سوى أطلال لطريق مشيناه.. وعلى الرغم من كل المكاسب وكل الخسارة.. بقيت هي الفائز الوحيد".
تُرى من كانت الفائز الوحيد؟ تُرى عن أى مكسب وأى خسارة تتحدث؟ .. هذا ما يرويه بصدق وإحتراف قلم الروائية الدكتورة رشا سمير، فإنها بحق رواية تستحق القراءة.