تمر يوم الثلاثاء القادم الذكرى الـ 92 لاكتشاف مقبرة الملك الصغير "توت عنخ آمون"، أكثر الملوك المصريين إثارة للجدل، وتعرضا للظلم فى حياته ومماته، وتأتى تلك الذكرى ومقبرته رقم 62 بوادي الملوك بالبر الغربى بالأقصر مغلقة للقيام بأعمال ترميم دورية، الى جانب تعرضه لحملة كاذبة تزعم انه كان ملكا مشوها، فيما يعد القرار المنصف له هو إعادة جسده الى تابوته الاصلى داخل مقبرته، بدلا من عرضه فى فاترينة زجاجية تسببت فى أضرار بالغة له طوال 7 سنوات.
وقال عالم المصريات الدكتور أحمد صالح المتخصص فى علم المومياوات والتحنيط - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الاوسط - إنه في الرابع من نوفمبر عام 1922 تم اكتشاف المقبرة الذهبية التي دفن فيها الملك توت عنخ امون على يد عالم الاثار البريطاني هوارد كارتر ، وتم الكشف عن 6 الاف قطعة اثرية بالمقبرة ، تعرض في المتحف المصري بالتحرير ، وسيتم نقل كنوز الفرعون الذهبى بقاعة مخصصة بالمتحف الكبير تبلغ مساحتها 7500 متر مربع ، فيما عدا التابوت الجرانيتي والمومياء واللتان لا تزالان داخل المقبرة بالاقصر.
وأضاف انه بالرغم من الكم الهائل من الاثار والذي تم الكشف عنها في المقبرة إلا أن هناك آثارا كثيرة سرقت وسربت عن طريق المكتشف كارتر وفريق العمل الذي عمل معه ، وهناك كثير من المعلومات المزورة والمزيفة نشرها كارتر لاخفاء جريمته , مشيرا الى انه من بين تلك الادلة المزيفة ، والتي تنشر في الكتب العلمية ، هي أن المقبرة تعرضت للسرقة مرتين في العصر الفرعوني .
وأوضح صالح أن كارتر لجأ الي هذا الكذب لاقناع الحكومة المصرية وقتذاك بان المقبرة تعرضت للسرقة مما يجعله طبقا لقانون القسمة يحصل علي 10 % من اثار المقبرة ، لافتا الى أن لجنة الفحص التي قامت بفحص أعماله كشفت عن محاولته إخفاء قطع أثرية في صندوق خمور باستراحته المجاورة لمقبرته من اجل تهريبها.
وأكد أن كارتر قام بالتعامل مع المقبرة علي أنها كنز شخصي ، واهدي قطع منها الي طبيب أسنانه ، وأهدي سكرتيره حبات من الخرز الازرق من عقد كان حول رقبة الملك توت عنخ امون ، كما اهدي الي بارون النفط الامريكي ادوارد هاركنس خاتما ذهبيا من خواتم الملك ، وكشف نيقولاس ريفز أمين المصريات بمتحف المتروبوليتان سابقا أن 60 % من التمائم الخاصة بتوت عنخ امون مفقودة .
وتابع أن توماس هوفننج مدير متحف المتروبوليتان الاسبق كشف في كتابه ( توت عنخ امون .. القصة غير المحكاه ) عن كل جرائم كارتر ، وأن 19 قطعة في متحف المتروبوليتان جاءت من مقبرة توت عنخ امون ، ومنها تمثال كلب مصنوع من العاج ، تمثال غزال ، خواتم ، مسمارين فضيين من تابوت الملك ، مشيرا الى أن متحف المتروبوليتان في عام 2010 وافق علي إعادتهم الي مصر بعد أن يعرض معرض توت عنخ امون الذهبي في المتحف .
وطالب عالم المصريات بعودة قطع أثرية كثيرة لا زالت موجودة وتعرض في المتاحف ولا تحمل اثباتات حول هذه القطع ، حيث خرجت من مقبرة توت عنخ امون بطريقة غير شرعية ومنها تمثال لفتاة ، ملعقة دهون ، اناء من الفيانس الازرق ، وهي معروضة بمتحف بروكلين الامريكي ، وأيضا قطة منحوتة من الهيماتيت الاسود معروضة بمتحف كليفلاند ، وتمثال اوشابتي يحمل اسم الملك توت عنخ امون موجود ويعرض في متحف اللوفر ، واثنين من رؤس الصقور تعرض في متحف كانساس سيتي بولاية ميسوري الامريكية ، وهي جزء من صدرية كانت في رقبة مومياء توت عنخ امون .
وأشار الى ضرورة التفاوض مع ورثة اللورد كارنارفون ، ممول حملة الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون ، من اجل استعادة الاثار التي تخص الملك التى تم الكشف عنها عام 1987 في احد السراديب السرية اسفل قلعة "هايكلير " ، وهو منزل اللورد كارنارفون ، وهي مجموعة ضخمة من الاثار وتبلغ 300 قطعة ، وبالرغم من أن حفيد اللورد كارنارفون يدعي أنها مستنسخات فانه يجب أن يسمح للجنة مصرية بفحصها للتأكد منها والعمل على استعادتها على الفور .