أصدر المجلس الاعلى للثقافة بيانا رسميا يدين فيه الأعمال الارهابية التى تشهدها مصر الآن.
وأكد البيان ان مصر تقف من أقصاها إلى أقصاها ، بكل تراثها الماضي وحاضرها الماثل ومستقبلها الآتي ، رجالاً ونساء ، مسلمين ومسيحيين ، بخشوع وإجلال أمام مشهد الشهداء الذين سقطوا فداء لها وهم وقوف علي أبوابها يصدون عنها قطعان الظلام والهمجية.
واضاف البيان الآن تري مصر أن جرائم الإرهابيين التي توالت في الشهور الأخيرة وازدادت عنفا وتوحشا لم تعد مجرد حوادث متفرقة ولم تعد مجرد تخويف أو انتقام من سلطة أو نظام ، وإنما هي حرب معلنة مسلطة علي مصر كلها شعبا وشرطة وجيشا وقضاء ومؤسسات ، حرب لتدمير عقل عقل مصر وكسر عظامها ، حرب علي الكتاب والفنانين ، حرب علي الدولة المدنية التي ارتضاها الشعب وأقام لها الدستور ورعى فيها القانون وحقوق الإنسان وتاريخ مصر العظيم.
إنهم يطلقون رصاصهم ويفجرون قنابلهم علي ثوار يناير وثوار يونيو ، علي من هبوا ضد الفساد والطغيان ، بل هم يسعون لتدمير كل ما بنيناه في نهضتنا الحديثة.
الذين يشنون علينا هذه الحرب الإجرامية ليسوا عصابة واحدة ، ولكنهم عصابات لكل منها دورها واسلحتها ومآربها ، أنهم يهاجمون رجال الجيش والشرطة في سيناء ويفجرون القنابل في الشوارع والجامعات والمدارس والمستشفيات ، يخربون المرافق ويضللون الشباب ويغيبون عقولهم باسم الدين وهم ينتهكون مبادئه السلمية ونزعته الإنسانية وتقديسه للحياة والعمران ، إن هذه العصابات المدمرة قد فضحت نواياها العدوانية ضد الوطن العربي بأكمله وضد مصر علي وجه الخصوص ، معركتنا معه معركة وجود كما تحددت بصدق ، معركة حياة أو موت ، ولا يمكن لدعاه الموت والخراب أن ينتصروا علي إرادة الأمة والجواب الذي لا نملك غيره هو استنهاض همة الشعب المصري وبلورة رؤيته في المستقبل ، في الحرية والديمقراطية ، والعلم والإنتاج والرخاء ، في وطن نعتز به وينهض بنا ، نفديه بأرواحنا ونصد عنه كيد العصابات العميلة المخربة التي تسعي لإيقاف عجلة الزمن وتفتيت كيان الأمة.
إن مصر كلها بمدنها وقراها تخوض هذه الحرب ضد الإرهاب وتدفع راضية ثمن دحره انتصارا للحياة والدين القويم ، انتصارا للتاريخ والحضارة ، للعلم والثقافة ، للثورة التي لابد أن نجني ثمارها في الحرية والكرامة والعدالة.