.. إذن هى الحرب على الإرهاب.
.. والحرب من أجل التنمية.
.. فلم يعد هناك وقت لنضيعه.. فكفى سنوات طالت من التعطيل عن بناء دولة قوية.
.. والحرب على الإرهاب لا تنفصل عن الحرب من أجل التنمية.
.. فما حدث فى سيناء خلال السنوات الأخيرة هى محصلة سنوات من الإهمال.
.. لقد تُركت سيناء بعد تحريرها من العدوان الإسرائيلى للإهمال، على الرغم من الحديث الكثير عن تنميتها واستعادتها إلى البلاد.
.. فكل حكومة جاءت تتحدث عن تنمية سيناء وفى خططها ذلك، إلا أنه لم يحدث.. اللهم إلا تنمية السياحة فى الجنوب، ومحاولة عزلها بسياحتها عن سيناء وعن مصر مقابل مصالح خاصة بأصحاب النفوذ من رجال مبارك ونظامه، الذين كانوا يَدينون بالولاء لحسنى مبارك لا لمصر وحققوا ثروات ضخمة ونهبوا سيناء كما يريدون، فى الوقت نفسه لم يقتربوا من مناطق شمال سيناء، وإن اقتربوا اعتبروها استثمارا وتجارة خاصة وليست تنمية.
.. ناهيك بالإهمال الذى كان يمارسه نظام مبارك نفسه فى سيناء مكتفيا بأن تكون منتجعا فقط.
.. وتعامل نظام مبارك بمأساة مع أهالى سيناء واستمرت سياساته فى التنكيل والقهر، وهو ما أثّر كثيرا على السيناويين الذين قدموا تضحيات فى أثناء الاحتلال الإسرائيلى.
.. فكان الإهمال نصيبهم.. بل ومطاردتهم وقهرهم ومعاقبتهم.
.. لم تكن هناك تنمية ولا يحزنون، وكانت هيئة تنمية سيناء حبرا على ورق.. ولا أحد يسأل.
.. وجاءت ثورة ٢٥ يناير ليتم استغلال سيناء لتكون مرتعا للإرهاب فى ظل صمت وغياب الدولة والارتباك الذى ساد تلك المرحلة ليبنى فيها نواة لجماعات التطرف والإرهاب، مستغلين حالة البلاد من الانفلات الأمنى المتعمد لإجهاض ثورة ٢٥ يناير، والتخلص من قوى الاستبداد والفساد التى جعلت البلاد فى قائمة التخلف بين الأمم.
.. ومن ثم تم استدعاء المطرودين والإرهابيين الهاربين، كأن سيناء أصبحت ملجأ لهم فى ظل حالة الفوضى والارتباك والانفلات الأمنى المستمر.
ثم جاء حكم الإخوان ليساعد تلك الجماعات الإرهابية، والذين عادوا فى حماية الجماعة.. وليذهبوا إلى سيناء استغلالا لظروفها، لتبدأ حرب الإرهاب ضد الوطن.
.. وجرت مذابح للجنود على يد قوى الإرهاب والتطرف.
.. ولم يُحاسَب أحد..
.. وتستمر العمليات ضد كمائن الجيش والشرطة.
.. ويستمر إهمال سيناء..
.. ولم تكن هناك رؤية للخروج من الأزمة فى ظل استعادة الدولة وإعادة بنائها.
.. وعاد الحديث مرة أخرى عن تنمية سيناء دون أى فعل..
.. وعاد التعامل مع سيناء بنفس منطق نظام مبارك..
.. فى الوقت نفسه الذى عاد فيه زبانية مبارك ليحضّوا على الكراهية ضد ثورة ٢٥ يناير ويحاولوا تقسيم الناس، بعد أن واصلت ثورة ٢٥ يناير بثوارها الحقيقيين الثورة ضد قوى الإخوان التى حاولت اغتصاب الوطن.
.. وتصبح سيناء مرتعا للإرهاب.. ويسقط كل يوم شهداء على أرضها الغالية بدم بارد من قوى تدَّعى الإسلام وتقتل باسم الله.
.. ولم نتعلم من الدرس بعد.. ونتعامل بالطريقة القديمة نفسها.. ومن الصندوق القديم نفسه.
.. أى نعم.. إنها الحرب على الإرهاب، لكن يجب أيضا أن تكون حربا من أجل التنمية والديمقراطية التى ناضل الشعب سنوات من أجلها ضد قوى الاستبداد والفساد الذى ولدت الإرهاب للحفاظ على مصالحها.
.. ولن يتم ذلك إلا بخيال ورؤية جديدين.. وكفاءات..
<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>