النجوم يتنقلون «كعب داير» بين المهرجانات العربية.. و«القاهرة» يعانى فى الحصول على عرض أول مصرى
بعرض فيلم «من ألف إلى باء» للمخرج الإماراتى على مصطفى، قص مهرجان «أبو ظبى» أول من أمس فى دورته الثامنة شريط البدء فى سباق المهرجانات العربية، وكأنها ساعة الذروة، حيث يخرج الجميع من عملهم فى نفس التوقيت، ويتدافعون للعودة إلى منازلهم فى نفس الشوارع، وهكذا يمتد الصراع إلى المهرجانات العربية، ليصبح حادا وشرسا على عديد من الأفلام، خصوصا العربية، للفوز بعرضها الأول. أغلب هذه المهرجانات يضع الفيلم العربى فى ذروة الاهتمام، ناهيك بالطبع من أن الفيلم الأجنبى المتميز والحاصل على دب «برلين» أو سعفة «كان» أو أسد «فينسيا» وغيرها يصبح هو الآخر هدفا لا يستهان به. بعد إعلان نتائج «أبو ظبى» بنحو أسبوع يبدأ ماراثون المهرجانات العربية لتشتد سخونته من «القاهرة» إلى «قرطاج» إلى «مراكش» إلى «دبى»، وهذا العام افتتح «الجزيرة» الوثائقى فى نفس توقيت «أبو ظبى»، وكان قبلها «الدوحة» يقام فى توقيت متقارب، وقبل أربع سنوات احتل «دمشق» مساحة دائمة داخل هذا الحزام الزمنى الخانق، لكن منذ الثورة وتعثرها والمهرجان السورى أيضا متعثر.
تشعر وكأن النجوم والأفلام العربية تنتقل من مهرجان إلى آخر وهى تردد أغنية أحمد عدوية «زحمة يا دنيا زحمة/ زحمة ولا عدش رحمة».
بعض الأفلام وعدد من النجوم صار الأمر بالنسبة إليهم «كعب داير»، يتنقل بين كل المهرجانات، وسوف تكتشف مثلا أن مهرجان «القاهرة» خلال السنوات الأخيرة من الممكن أن تصل إلى خمسة عشر، وهو يعانى فى الحصول لا أقول فقط على فيلم عربى كعرض أول بين كل المهرجانات، لكن أيضا كعرض مصرى، هذا العام مثلا يُعرض الفيلم المصرى «القط» لإبراهيم بطوط فى «أبو ظبى»، وغالبا سيعرض فيلم «قدرات خاصة جدا» لداوود عبد السيد فى «دبى».
بالتأكيد قيمة الجائزة المادية التى تمنحها المهرجانات الخليجية تلعب دورا، كما أن بعض هذه الأفلام يحصل على تمويل من صناديق تابعة لها، ولهذا تفضل أن تعرض الفيلم فى تلك المهرجانات. ملحوظة: نجحت إدارة مهرجان «القاهرة» فى الحصول على عرض أول للفيلم الفلسطينى «عيون الحرامية» لنجوى النجار للمسابقة الرسمية، وأيضا الفيلم المصرى «باب الوداع» لكريم حفنى، لكن هذا بالطبع لا يعنى أن الأمور جميعها تحت السيطرة. لا يزال الأمر خاضعا لعديد من التوازنات، ولك أن تعلم مثلا أن «دبى» فى العام الماضى عرض ثلاثة أفلام مصرية جديدة. إدارة مهرجان «القاهرة» ليست جهة منتجة للأفلام، وبالتالى غير مسؤولة عن عدم مشاركة الأفلام المصرية أو العربية. تضاءل الحرص من منتجى الأفلام على الوجود فى المهرجان، خصوصا بعد انطلاق مهرجانات خليجية، وهى على الترتيب طبقا للأقدم زمنيا «دبى» 2004، «أبو ظبى» 2007، «الدوحة» 2009. ثلاثة مهرجانات تمنح السينما العربية مساحات من الاهتمام، وأيضا ترصد جوائز تصل إلى قرابة مليون دولار، ولهذا فإن المنتجين والنجوم والمخرجين صاروا يفضلونها خليجيًّا.
تاريخيًا، مهرجان «القاهرة» هو أول مهرجان عربى يرصد ميزانية للفيلم العربى الفائز مقدارها 100 ألف جنيه، وذلك قبل نحو 15 عاما، وكانت تساوى وقتها 30 ألف دولار. الآن لا تتجاوز، بسبب ضعف الجنيه المصرى وهوانه على الدولار، 15 ألف دولار، وهو مبلغ هزيل لو قارنته بالمهرجانات الخليجية الثلاثة. أضاف المهرجان جائزة إلى السيناريو بنفس القيمة، لكن فى كل الأحوال الإغراء المادى لم يعد يُشكل أى عامل جذب. ويبقى سؤالان.. الأول: هل المهرجانات العربية تتمتع بحرية مطلقة فى تحديد مواعيدها؟ الحقيقة أن شركات الطيران وإدارات الفنادق تلعب دورا فى تلك المواعيد، وهكذا ستستمر سنويا حالة الزحام. والسؤال الثانى وهو خاص بالسينما الخليجية التى كان يلاحقها منذ عام 2004 مع انطلاق مهرجان «دُبى» سؤال عن جدوى إقامة مهرجانات فى الخليج فى ظل عدم توفر أفلام خليجية؟ وهو ما أجاب عنه مهرجان «أبو ظبى» 2014 بعرض الفيلم الإماراتى «من ألف إلى باء» فى الافتتاح، ونستكمل الإجابة غدا.