وجه المشاركون في احتفالية تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل والتي بدأت اليوم الأربعاء رسالة إلى العالم بأن مصر آمنة وفي مقدمتها المقاصد السياحية والأثرية وذلك وسط حضور 3 آلاف من السائحين الأجانب والمصريين يتقدمهم محافظ أسوان مصطفي يسري والدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة واللواء محمد مصطفي عبد العال مدير أمن أسوان والمهندس محمد مصطفي السكرتير العام للمحافظة ، وعدد من أهالي مدينتي أسوان وأبو سمبل والقيادات التنفيذية والشعبية والأمنية.
وتم تقديم احتفالات فنية كبيرة بساحة معبد أبوسمبل شملت تقديم 6 فرق فنون شعبية عروضها الفنية والفلكلورية ، وتم نقل ظاهرة التعامد على الهواء مباشرة من خلال البث المشترك لقنوات التليفزيون المصري والقنوات الفضائية الخاصة ووكالات الأنباء العالمية.
وأكد محافظ أسوان - علي هامش الاحتفال - أن نجاح تنظيم الاحتفال لهذا الحدث الفريد يرجع إلى التعاون بين محافظة أسوان ووزارات السياحة والإعلام والثقافة والطيران والآثار ، بالإضافة إلى الجهود التي بذلت من شباب مدينة أبو سمبل لإخراج فاعليات الاحتفال بالشكل المطلوب ، موجهاً الدعوة للسائحين بمختلف دول العالم لزيارة أسوان وأبو سمبل لمشاهدة أثار مصر الزاخرة بالتراث الإنساني والحضاري للتعرف على مثل هذه المعجزات الفلكية والعلمية والتي من بينها ظاهرة تعامد الشمس وسط ما تشهده من مناخ الاستقرار الأمني والسياسي.
وأضاف المحافظ أن التعامد شهد تنظيماً أمنياً لدخول وخروج الزائرين المشاهدين للظاهرة مما كان له أكبر الأثر في تحقيق السهولة والتيسير عليهم دون حدوث أي تكدس.
من جانبه ، أوضح الأثري حسام عبود مدير أثار أبو سمبل والنوبة أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني تعد ظاهرة فريدة من نوعها حيث يبلغ عمرها 33 قرناً من الزمان والتي جسدت التقدم العلمي الذي توصل له القدماء المصريين ، خاصة في علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير.
وأضاف مدير آثار أبو سمبل أن ظاهرة تعامد الشمس تتم مرتين خلال العام إحداهما يوم 22 أكتوبر احتفالا بموسم الفيضان والزراعة ، والأخرى يوم 22 فبراير احتفالا ببدء موسم الحصاد ، حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني وتماثيل الآلهة ( أمون ورع حور وبيتاح ) التي قدسها وعبدها المصري القديم حيث تخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثاني التي ترتفع بطول 60 مترا داخل قدس الأقداس ، كما أن تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لفكر واعتقاد لوجود علاقة بين الملك رمسيس الثاني والآلهة رع آله الشمس عند القدماء المصريين.