قنبلة انفجرت فى مولد السيد البدوى..
أحد عشر مصابًا..
وبعد أقل من ساعة، اكتظ موضع الانفجار بآلاف البشر..
وفى اليوم التالى، كادت جدران مسجد السيد البدوى تتفجّر من كثرة حشود المصلين، وكأن مصر تخرج لسانها للشياطين، الذين جعلوا الدعوة إلى سبيل الله سبحانه وتعالى، بالقتل والتخريب والفظاظة وغلظة القلب..
ولكن المصريين المؤمنين كشفوهم، لأنهم مكشوفون للغاية فى اتباعهم تعاليم إبليس، الذى يعشق كل تخريب وتدمير وتعذيب وقتل..
أما الدعوة إلى سبيل الله المعز المذل، الرحمن الرحيم، الذى نعرفه عزّ وجلّ ويجهلونه، فأتت صريحة فى القرآن الكريم، وبفعل أمر مباشر، بأن ندعو إلى سبيله جلّ جلاله بالحكمة والموعظة الحسنة..
ولكن الشيطان، ولأنه شاطر وهم جهلاء، أنساهم ربهم وربنا، وأمره الذى لا يقبل المساومة، وجذبهم إلى نبع شروره، ليثبت أن الإنسان ظلوم كفّار..
يسهل العبث بعقله، ولَىّ فكره، وإغشاء عينيه وبصيرته وضميره..
والعجيب أنه، وعلى الرغم من كفرهم الواضح، واتباعهم الصريح لهمزات الشيطان، يجدون فئة تتعاطف معهم، وتستمع إليهم، وتتحدّث بلسانهم..
ولكنْ كلٌّ حر فى ما يعتنق، وفى أية جهة يتجه، وإلى أى فكر ينتمى، ولا أحد يملك حق الحجر على الفكر..
لو أنه فقط فكر..
ولكن لو رفع هذا الفكر سلاحًا فى وجه الدولة، فسترفع الدولة فى وجهه السلاح والمدافع والدبابات والطائرات..
هم لهم فكرهم وتطرّفهم وآراؤهم، أيًّا كان خللها، وهذا حقهم، ولكن العجيب أنهم أكثر من يتشدّق بالحديث عن الحرية، ليخدعوا الشباب المتحمس، ولينسوه أنهم أعدى أعداء الحرية، وأنهم لا يؤمنون بذرّة واحدة منها، بدليل أنهم يقاتلوننا بكل الوحشية والشراسة ليجبرونا على ترك فكرنا واتباع فكرهم، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى، الذى يدّعون القتال من أجله، قد استنكر فى كتابه العزيز أن تُكْرِهَ الناس حتى يكونوا مؤمنين..
انتبهوا إليهم أيها الشباب، وراجعوا تاريخهم، حتى لا يخدعوكم مرتين..
حديثهم عن الحق والحرية والديمقراطية والعدالة مجرد خدعة جديدة، لتحقيق مآرب ليست بها حرية، أو عدالة، أو حقوق، أو حتى إيمان بالله..
راجعوا تاريخهم عندما حكموا، وابحثوا فيه عن دليل واحد على صدق ما يدّعون..
المتحدثون عن الحرية ضربوا وعذبوا وقتلوا شبابا مارسوا حريتهم أمام قصر الاتحادية..
المتحدثون عن الحق والعدل جلدوا الشباب فى المساجد، عندما سيطروا لأيام..
المتحدثون عن الحق والعدل أضاعوا كل حق، ووطئت أقدامهم كل عدل، عندما حكموا يومًا..
أم أنكم نسيتم؟!
راجعوا كيف أصدروا إعلانًا دستوريًّا يقول إن الذى وضعوه على المقعد، مربوطًا بخيوط فى أصابعهم، لا يملك أحد ردًّا لقراراته! راجعوا كيف أهملوكم، واعتبروا أهلهم وعشيرتهم هم فقط رعاياهم، وأنتم ونحن فتاتًا يمكن حرقه..
هل نسيتم؟!
خدعوكم مرة، ولا عيب فى هذا، ولكن العيب كل العيب أن يخدعوكم مرتين، فالمخدوع مرة هو شخص ضرب على قلبه، أما المخدوع مرتين فهو شخص ضرب على قفاه..
وبكامل إرادته، وهذا يجعله مستحقًّا للضرب على قفاه حتى آخر عمره..
لأنه لا يتذكّر..
ولا يتفكّر..
ولا يتعلّم.. أبدًا.
<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>