افتتح صباح اليوم الدكتور محمد سامح عمرو رئيس المجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو وسفير مصر لديها، أعمال الجلسة العامة لأعمال الدورة 195 للمجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو، بحضور عدد من وزراء التعليم والثقافة والسفراء المعتمدين لدى منظمة اليونسكو والذين يمثلون الدول الأعضاء بالمجلس.
واستهل رئيس المجلس التنفيذى كلمته الافتتاحية بالتأكيد على عدد من الرسائل يأتى فى مقدمتها أن التعليم أساس السلام، واستشهد فى ذلك بجوائز نوبل للسلام حيث حصل عليها أثنين من المدافعين عن قضايا التعليم وحق الأطفال فى الالتحاق بالمدارس وهما الباكستانية مالالا يوسف زاى والهندى كيلاش ساتيارتى.
واعتبر الدكتور محمد سامح عمرو ان هذه رسالة واضحة أن "التعليم هو الأساس لبناء السلام" وهو يتفق مع روح ميثاق منظمة اليونسكو التى تعتمد فى المقام الأول على أن السلام يبنى فى عقول البشر، مشيرا الى انه لا تنمية لهذا العالم دون أعداد أجيال متعلمة بشكل صحيح بما يتفق واحتياجات العصر الذى نعيش فيه ويؤهلنا لمواجهة تحديات الغد.
وقال رئيس المجلس التنفيذي "أننا بدأنا القرن الحالى بآمال طموحة سعينا ولا نزال نسعى لتحقيقها مستقبلا فى ظل عالم يغيب عنه الإحساس بالخوف من الحروب، وعالم قادر على العيش المشترك بسلام، ومع ذلك ما زال هناك ضرورة للعمل المشترك لمواجهة ظواهر الكراهية وعدم التسامح التى تتنامى - للأسف الشديد - بأشكال ومسميات مختلفة. وعليه فلا سبيل للحد والخلاص منها إلا من خلال التعليم والارتقاء بمجتمع المعلومات والاهتمام ببرامج العلوم لخلق جيل قادر على البناء وليس الهدم".
وتابع "فالتعليم هو أحد المقومات الأساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وهو السبيل لتحقيق الفهم واستيعاب ثقافات الأخر وخلق حالة من التسامح بين شعوب العالم."
وفيما يخص تطوير عمل المجلس التنفيذي ليقوم بدوره كجهاز حاكم ورقابي لأعمال المنظمة، اقترح رئيس المجلس التنفيذي أن يتم البدء في التحرك لوضع قواعد خاصة بالحوكمة شأن باقي المنظمات الدولية التي نجحت في تنفيذ ذلك مما أدي الي رفع مستوي الأداء الخاص بها وزيادة التمويل.
وحول المشكلة المالية التى تواجهها اليونسكو منذ عام 2009 طالب رئيس المجلس التنفيذى الدول الأعضاء ضرورة تقديم كافة سبل المساعدة للمنظمة حتى تكون قادرة على تحقيق أهدافها وتنفيذ خطة التنمية المستدامة لما بعد 2015، "فلا يمكن للمنظمة أن تلعب دور رائد فى هذا المجال والوفاء بالتزاماتها التى عهد بها إليها الدول الأعضاء طالما لا تعتمد على أسليب تمويل تتمتع بالاستقرار والاستدامة."
وعبر الدكتور محمد سامح عمرو - في نهاية كلمته- عن تقديره لاهتمام اليونسكو بقضايا القارة الأفريقية ونشر ثقافتها والتعريف بتاريخها وإبراز الدور الرائد للقيادات البارزة من أبناء هذه القارة، وأثنى على توجه المديرة العامة بأن يكون أول فعاليات الاحتفال بمرور 70 عاما على تأسيس المنظمة هو إقامة احتفالية خاصة بالزعيم الإفريقى نيلسون مانديلا خلال الأيام القادمة.