مصر والسودان «حتة واحدة».
هكذا قالوا زمان. وهى مقولة تنطبق على العلاقة بين المصريين والسوادنيين فى أى وقت.
وقد مزق تلك العلاقة سياسيون فى فترات مختلفة من الصراعات «الجاهلة» على حساب العلاقات الطبيعية والتاريخية بين البلدين والشعبيين.
ولعل زيارة الرئيس السودانى عمر البشير للقاهرة تعيد مرة أخرى العلاقات إلى طبيعتها وأن تكون القاهرة سندا وغطاء للخرطوم وأن تكون الخرطوم امتدادا للقاهرة.
فكثيرا ما طُرح التكامل بين البلدين.
وكثيرا ما طُرحت الوحدة بين البلدين.
لكن لم تتحقق الوحدة أو يتحقق التكامل رغم كل المؤشرات تدعو إلى ذلك.
السودان امتداد طبيعى لمصر وبوابتها إلى دول وشعوب إفريقيا، وتحافظ على حقوق تاريخية لها فى تلك المنطقة من خلال رؤية جديدة للتعاون والتكامل مع تلك الشعوب الإفريقية.
آن الأوان لاستعادة العلاقات مرة أخرى والتكامل والوحدة فى المواقف والمخاطر التى يتعرض لها البلدان، بل والمنطقة.
وآن الأوان أن تستعيد مصر دورها المهم والتعامل بتقدير مع الشعب السودانى.
فلا يمكن أبدا أن يتخذ السودان موقفا غير موقف مصر فى سد النهضة.
ولا يمكن أبدا أن يكون السودان ملاذا آمنا للإرهابيين.
ولا يمكن أبدا أن يكون السودان نقطة انطلاق لعمليات إرهابية ضد مصر.
ولا يمكن أبدا أن يكون منسقا مع بعض الدول «المارقة» التى تتخذ مواقف ضد مصر.
ولا يمكن أبدا أن يكون هناك موقف من ليبيا وما يجرى فيها الآن من فوضى عارمة وسيطرة ميليشيات إرهابية دون التنسيق الكامل بين مصر والسودان.
فكما أن السودان امتداد للأمن القومى، فليبيا أيضا امتداد للأمن القومى المصرى والسودانى معا.
وكما أن السودان شأن داخلى مصرى، ومصر شأن داخلى سودانى، فإن الموقف كذلك مع ليبيا، ومن هنا لا بد من التنسيق مع السودان فى الشأن الليبى والتعاون للحفاظ على ليبيا واستعادتها كدولة قوية وعلى علاقة خاصة بمصر والسودان يمكن الانطلاق بها إلى العالم الإفريقى الذى فقدته مصر خلال السنوات الماضية بسبب عجز السياسات المصرية والطريقة التى كان يدير بها نظام مبارك العلاقات مع إفريقيا، وأهملها، حتى صرنا نجنى «أفعاله» السيئة مع الدول الإفريقية وفقدنا الدور المهم الذى كنا نقوم به فى تلك الدول التى كانت مؤيدة ومساندة لنا فى كل القضايا الإقليمية والدولية.
آن الأوان لاستعادة تلك العلاقات فى ظل احترام وتقدير مصر لطبيعة تلك الدول واستعادة الدور الريادى والتاريخى لـ«مصر عبد الناصر» الذى لا يزال أثرها موجودا فى العديد من تلك الدول.
فمصر تَقْوى بعلاقتها مع جيرانها وأشقائها فى محيطها.
لقد ثبت للعالم أن مصر دولة مهمة فى تلك المنطقة بل وحصن أمان لتفاعلات إقليمية، وضد إرهاب تتبعه بعض العصابات التى تريد الدمار للمنطقة.
إن مصر الجديدة تستوعب الآن دورها الذى تم إهماله خلال سنوات حكم الاستبداد والفساد التى كان خلالها النظام يسعى لمصالحه الشخصية فقط على حساب مصالح البلاد ومستقبلها.
إن الحضور السودانى فى القاهرة بداية لمرحلة جديدة فى العلاقات الإقليمية وتشكيل محور تكاملى يستطيع أن يقف ضد التخريب والإرهاب.
<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>