ايجى ميديا

الجمعة , 29 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: يا بلادى يا غنيوة فى دمى!

-  
طارق الشناوي

نفس المشاعر ونفس درجة الحماس ونفس الأغنية، استمعت إليها، الصحيح أن أقول تعايشت معها، فما حدث معى وجمهور الحاضرين هو حالة من التماهى تتجاوز درجة السمع والاستمتاع إلى الانتعاش الروحى.


مرتان فى غضون أيام قلائل كانت «بالأحضان» تسكن وجداننا، واحدة على مسرح «الجمهورية» من خلال «الفرقة القومية» بقيادة المايسترو سليم سحاب، والثانية على المسرح الكبير بدار الأوبرا فرقة «عبد الحليم نويرة» بقيادة المايسترو صلاح غباشى، المشترك هو أن الناس فى المرتين لم تغادر مقاعدها إلا بعد أن تمت إعادة الأغنية، كنا نستعيد حالة زهو مفقودة مع كلمات العبقرى صلاح جاهين، وموسيقى الملحن والإنسان الاستثنائى كمال الطويل.


نسيتُ أن أذكر لكم أننا نحتفل هذه الأيام بذكرى ميلاد الموسيقار الكبير كمال الطويل، أشعلنا له فى قلوبنا 91 شمعة، دائما أنا منحاز بقلبى وعقلى إلى كمال الطويل، كنت واحدا من ثلاثة اقتربوا بين عشرات يعملون فى بلاط صاحبة الجلالة أولهم الكاتب الكبير الراحل محمود عوض، والثانى الناقد الكبير محمد سعيد، متعه الله بالصحة والعافية، وكنت ثالث من انضم إلى تلك الدائرة القصيرة.


الأستاذ الطويل لا يعرف الحلول الوسط فى الحب والفن، ولهذا فهو الأقل، بل والأندر فى عدد الألحان نحو 500، وهو بالمناسبة نفس الرقم الذى قدمه محمد عبد الوهاب، بينما لو راجعت القائمة ستجد أن محمد الموجى وبليغ حمدى الحصيلة الرقمية تصل إلى أربعة أضعاف، تلك الندرة وراءها كثرة التأمل، ولهذا فإن الطويل لا يطلق العنان لإبداعه إلا إذا شعر هو أولا بالدهشة، وبتلك الومضة التى تبرق فى القلب، هذا هو إبداع كمال الطويل، الذى يحمل دائما تلك البكارة، أول قطفة فى بستان الموسيقى، فهى أنغام من الجنة.


لن أتناول هذه المرة الموسيقار الكبير، لكن أغنية واحدة «بالأحضان» أصبحت الآن هى الأولى على خريطة مشاعرنا الوطنية «اتقويت ورفعت الراس/ وبكيت فرحة وشوق وحماس/ ابعد عنك قلبى يقرب/ ويرفرف ع النيل عطشان».


ثم ينهيها صلاح جاهين بهذا النداء لله، وهو ما حرص الطويل، ربما لا شعوريا، أن يغلف النغم والرتم بإحساس دينى، «اللهم انصر بلدى وأيدها/ يا رب اجعلنا نحقق كل خيال/ اجعلنا يومنا الواحد بكفاح أجيال»، ثم ينهيها وبنفس الإحساس الصوفى «واحفظ ريسنا وبطلنا يا رب يا رحمن».


إنه التكامل بين الكلمة والنغمة، وسوف تلاحظ أن الطويل على مستوى الصياغة اللحنية ينتقل بسلاسة مرتكزا على التناقض والقفزات السريعة «على صدرك أرتاح من همى»، منتهى الشجن، الذى تعبر عنه الآلات الوترية، ثم فجأة فى الشطرة التالية «وبأمرك أشعلها نيران» لتهدر الموسيقى النحاسية مزمجرة ومتوعدة.


دائما الأغنية التى ترشق فى قلوبنا تخاطب شيئا عميقا فى وجداننا، مثلا بعد هزيمة 67، كان الاتجاه الذى أجمع عليه كل قيادات الإعلام وقتها أن قسوة الهزيمة لا تسمح لنا سوى أن نلجأ إلى القرآن الكريم، ونقدم فقط آيات من الذكر الحكيم طوال 24 ساعة يوميا، وعلى كل الموجات، لكن قبل اتخاذ القرار كان هناك صوت آخر للإذاعية القديرة الراحلة نادية توفيق، أصغر المشاركات سنا فى الاجتماع، التى قالت إن محمد فوزى، وكان قد رحل قبلها بعام واحد، سجل بصوته من كلمات مرسى جميل عزير «بلدى أحببتك يا بلدى»، ورغم ضآلة زمن الأغنية، فقد كان الكوبليه الواحد تتم إعادته ثلاث مرات، فكانت تواسى المصريين فى الهزيمة، وبعدها جاءت رائعة الأبنودى وبليغ وحليم «موال النهار» لترافقنا حتى انتصار 73.


مصر تعيش الآن بشائر أمل، ولدينا أيضا انكسار، تداعبنا إشراقة، ونحن نرنو إلى الغد، لكننا نرى البعض يريد مقايضة الأمل بالحرية.


ستنتصر الحياة التى رسمها لنا صلاح جاهين وكمال الطويل وعبد الحليم، ولن يسرقوا الحرية «بالأحضان يا حبيبتى يا أمى/ يا بلادى يا غنيوة فى دمى».

<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>

التعليقات