يبدو أن أحمد عز فى طريقه إلى استعادة نفوذه واحتكاره الذى كان.
وبالطبع لا يستطيع بأى شكل من الأشكال أن يستعيد ذلك النفوذ من خلال السياسة، كما كان مسيطرًا على الحزب الوطنى والحكومة ومجلس الشعب، بما هو معروف عنه أنه مهندس برلمان ٢٠١٠ بتزويره الفج، بعد أن أوصلته الثقة إلى حد أنه كان يعتبر مصر عزبة خاصة له من خلال دعمه لجمال مبارك.
فهو لا يستطيع بعد أن افتضح أمره، بل لقد وصل الأمر بمبارك نفسه إلى طلب التحقيق معه والقبض عليه فى أثناء أحداث ثورة ٢٥يناير، وكأنه كان يقدمه قربانًا.
ورغم أنه تمت محاكماته على فساده وإفساده المالى، وتربحه على حساب الدولة ومصانعها وإصدار قوانين لصالحه تضمن له الاحتكار، ومزيد من الأموال التى كان يصرف جزءًا منها على فساد الحزب الوطنى وشلة المنتفعين وشراء بعض الذمم، ولم تتطرق التحقيقات إلى الفساد السياسى ومسؤوليته التى كان لها شأن كبير فى أحداث ثورة يناير، فكل هذا لا يمكنه أبدًا من الظهور سياسيا، وإن كان بإمكانه اللعب فى هذا الأمر بطرق ملتوية، ومساندة بعض الوجوه القديمة التى تحاول أن تجد لها مكانة فى المرحلة الجديدة، وربما على طريقة محمد أبو العينين الذى يدعى تأييد ثورة ٣٠ يونيو وربما أحد مشعليها، وأنه صداها للحفاظ على المكتسبات والأموال واستيلائه على أراضى الدولة التى حصل عليها من نظام مبارك «وهو يرد الجميل الآن لمبارك ونظامه!!».
ولكن أحمد عز يستعيد نفوذه من خلال الحديد الذى استطاع التحكم فى أسعاره خلال فترة مبارك، واستطاع أن يصبح مليارديرا فى سنوات قليلة من احتكاره لتلك السلعة الاستراتيجية وتحكمه ليس فى الأسعار فقط، وإنما فى دخول وخروج الحديد وقوانينه التى كان يشرف عليها فى البرلمان، ويتحدى بها أعضاءه، بل والحكومة.
فها هو أحمد عز يعود مرة أخرى كرجل الحديد ويستعيد سطوته التى حاول البعض توريثها لرجل آخر ظهر فجأة بمصانع حديد وتحكم جديد، ودفع به الإخوان إلى التعاون مع القطريين فى هذا الشأن، وذهب إلى مرسى فى «الرئاسة» تحت دعوى أنه يقدم به رؤية لتطوير الصناعة، والآن يحاول غسل يديه من تلك المهمة التى جنى من ورائها الكثير ويحاول أن يجد موطأ قدم فى الإعلام لما يراه من أصحاب النفوذ من أمثال محمد الأمين ومحمد أبو العينين وغيرهما من الذين يقدمون أنفسهم الآن أنهم النافذون وأصحاب السطوة الجديدة ولهم علاقات قوية بـ«الاتحادية» ويتم استدعاؤهم كثيرًا لمقابلة القيادة السياسية طالما يمتلكون محطات فضائية «راجعوا سيرة (أحمد أبو هشيمة)».
ففى يوم خروج أحمد عز من السجن بعد أن دفع الغرامة والكفالات بالتقسيط -وكأنه مثل القرض الكبير الذى حصل عليه من أحد البنوك الوطنية الذى كان يديره صديقه وصديق جمال مبارك والذى تم بيعه بثمن أقل من نصفه بعد أن حصلوا على العمولات والإكراميات- زادت أسعار الحديد ليؤكد الرجل وجوده وأنه ما زال له تأثير.
ويبدو أن هذا التأثير جدى.. فمنذ أيام فرضت الحكومة رسوم حماية على واردات الحديد المستورد (الأرخص سعرًا) وذلك من أجل عيون أصحاب الحديد القدامى أحمد عز والجدد أحمد أبو هشيمة «فاللهم نجنا من الأحمدين!».
ورغم أن أسعار الحديد والخام تتراجع فى الأسواق العالمية، فإنها تزداد عندنا.. فابشروا فقد عاد أحمد عز!