ايجى ميديا

الأثنين , 29 أبريل 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طعم الفاكهة وروح الفكاهة!!

-  
طارق الشناوي

التقيت الموسيقار الكبير منير مراد مرة واحدة فى منزله بوسط المدينة، وأظنه كان بيتا ومكتبا، بعدها بأيام قليلة رحل عن عالمنا وتصادف أنه كان يفصله 12 يوما فقط عن اغتيال الرئيس أنور السادات، كانت مصر تتحسس اسم الرئيس القادم، وهكذا كان وداعه مثل حياته بلا أضواء.

لا أتذكر أننى رأيت مرة منير مراد فى لقاء تليفزيونى، ولو كان قد حدث المؤكد أن هناك من مسح هذا التسجيل. ما أتذكره أنه اصطحبنى إلى غرفة صغيرة فى منزله، وأشار إلى عشرات من أسطوانات سلك قبل اختراع الأسطوانة المتعارف عليها، وقال لى هذه تحف غنائية نادرة، يتمنى أن تحافظ عليها الدولة، أغلب الظن أنه لم يتنبه إليها أحد وتم التخلص منها لبائع روبابيكيا.

ما أتذكره أيضا أنه حكى لى عن اتفاق بينه وأم كلثوم، حيث طلبت منه أن يعد لها أغنيات قصيرة مرحة على طريقته المميزة، ولكنه قبل أن يُكمل المشروع رحلت أم كلثوم ولم يسند تلك الأغنيات إلى صوت آخر.

أعادنى إلى زمن منير مراد كتابٌ قرأته لـ«وسام الدويك» تناول حياته أطلق عليه اسما موحيا وهو «التياترجى». فى زمن منير مراد كان المسرح يطلق عليه الاسم الإيطالى «تياترو»، وحقيقة الأمر أن منير مراد أستاذ فى فن الفرجة، حتى موسيقاه عندما نستمع إليها تستدعى على الفور ألوان قوس قزح المبهجة. كان منير ظاهرة إبداعية متكاملة يرقص ويغنى ويمثل. التليفزيون المكسيكى تنبه إليه منذ الخمسينيات، وكان يقدم له برنامجا أسبوعيا، بينما التليفزيون المصرى الذى أنشئ عام 60، عندما تقابل منير مع أحد كبار الموظفين وعرض عليه فكرة التلحين على الهواء للأخبار والمانشيتات الصحفية، لم يتحمس له، وربما اعتبرها نوعًا من الجنون، رغم أنها دلالة على شطارة الملحن، منير بدأ حياته بتلحين المانشيتات الصحفية.

منير هو صاحب أكثر النغمات مشاغبة وشبابية فى تاريخنا الغنائى «وحياة قلبى وأفراحه»، و«ضحك ولعب وجد وحب»، هل ننسى كيف استغل منير كل الأصوات فى المشهد عبد السلام النابلسى وسهير البابلى التى تزوجها فى تلك السنوات والثلاثى المرح، حتى الحصان كان يرقص على الإيقاع. عشنا الضحك واللعب والحب والحياة بكل بهجتها مع هذه الأغنية فى فيلم «يوم من عمرى» للمخرج المبدع عاطف سالم.

بدأ مشواره مع شادية، وإذا كان محمد فوزى هو الذى أطلقها، ومحمود الشريف هو العمق الاستراتيجى لها، فإن منير هو التوأم الروحى لشادية، منذ أن قدم لها «واحد اتنين/ واحد اتنين/ أنا وياك يا حبيب العين».. واستمرت حالة التوأمة، وومضات صوت شادية تتفتح على الجمل الموسيقية لمنير مراد، إنها لا تغنى فقط، بل ترقص وتضحك «يا دنيا زوقوكى بالعز والهنا».

انظر كيف كان يرى شريفة فاضل بنت البلد الجدعة الفهلوية، التى لا يمكن أن يضحك عليها أحد.. استمع إليها بكلمات العبقرى حسين السيد «على مين على مين/ ما تروحش تبيع المية فى حارة السقايين»، و«أنا عايزة حب حنين/ مش حب يودى لومان».

دائما يستطيع منير مراد أن يكتشف لمحة جديدة فى الصوت «كعب الغزال» لمحمد رشدى، الشعبية المودرن، وهو ما قدمه قبلها لشقيقته الكُبرى ليلى مراد «أنا زى ما أنا»، ثم «شُفت الحب» لمحرم فؤاد، مساحة من البهجة لم تستخدم من قبل، ولم يكررها أيضا محرم، ثم عادل مأمون، الذى وجد نفسه صوتا وهابيا غير قادر على العبور بعيدا، فيمنحه منير لحنًا يحرره من تلك القيود، وهو «ابعد عن الحب وغنى له». وهكذا كانوا يقولون ساخرين «ابعد عن عبد الوهاب وغنى له»، و«علمنى الحب» فى فيلم «شارع الحب»، تجد اللحن كأنه يجسد صوت وملامح صباح، الأنوثة المتفجرة والصوت الآثر، موسيقى تجمع بين طعم الفاكهة وروح الفكاهة تُحلق بنا دائما حتى نعانق «قوس قزح»!!

ملحوظتان: الأولى عن مقال اليوم، وهو أنى أعيد نشره مع بعض الإضافات بمناسبة ذكرى منير مراد. والثانية عن مقال أمس، لأن الفيلم الذى أخرجه محمد السبكى «حديد»، لا «وش سجون» لذا لزم التنويه!!

التعليقات