الإرهابيون يزرعون القنابل فى قلب مصر، ويسقطون شعب مصر، بلا ذرة من دين أو عقيدة.. ولأنهم دمويون مختلون، منعدمو الفكر واللب، استطاع الشيطان أن يزيّن لهم كل شرور الدنيا، يرتكبونها، ويقولون بكل وقاحة وجهل، إن الله، سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم، قد أمرهم بقتل خلقه، وإنهم سيتقربون إليه، عزّ وجلّ، بطاعة الشيطان والسجود له، وتنفيذ كل ما يرضيه! بئس مصيرهم فى الدنيا والآخرة.. انفجار هنا وآخر هناك، قد يدمّرون جدرانًا، ويصيبون أو يقتلون بشرًا أبرياءً، وسيرتكبون كل شرور الدنيا ويسيئون إلى دين الله العزيز الحكيم، ولكنهم أبدًا لن يهدموا الإرادة المصرية، ولن يقتلوا الأمل فى مستقبل مشرق من دونهم..
فليطيعوا الشيطان ما شاء لهم أن يطيعوه، وليسجدوا أمام شروره وآثامه، ولكن إياك أن ينسبوا أفعالهم الشيطانية إلى الله الواحد القهّار، أو إلى رسوله الكريم، الذى بعث ليتمّم مكارم الأخلاق، لا لأن تهدم باسمه، صلى الله عليه وسلّم، كل الأخلاق..
هذه الكلمات ليست لهم، لأنهم مغيبون إلى الحد الذى لا يسمح لهم بتشغيل عقولهم، بعد أن أوهمتهم شياطينهم أن التفكير كفر وإلحاد وفسوق، وأن الطاعة العمياء وإلغاء العقل هما قمة الإيمان وعظمة التقوى! وليس من المهم أن يصطفى، الله سبحانه، من عباده أولى الألباب، والقوم المتفكرين، ليوجّه إليهم آياته، معلنًا جلّ جلاله أن الفكر هو ذروة الإيمان..
ولكن ما لهم هم بالله الواحد الأحد؟! إنهم يعبدون شيوخهم ويسجدون لهم ويطيعونهم من دون المنتقم الجبار.. يتخذون من الشياطين أولياء، ويظنون أنهم هم المتقون.. ولأنهم منعدمو الفكر مختلو الرؤى، فهم لا يدركون أن قنابلهم لا تنفجر فى الأبرياء، ولكنها تنسف مصداقية الدين والإيمان به، لدى العالم كله، وأنهم مع الدعاشنة، أعطوا للعالم صورة فوضوية همجية دموية وحشية، عن الإسلام والمسلمين..
صورة نحتاج إلى نصف قرن من المصداقية، لنمحوها من الأذهان.. لو كنا محظوظين.. ولأن الله، المعز المذل، لا يرضى بهذه الصورة البشعة لدينه، ولأنه جلّ جلاله ينصر دينه، ويظهره على الدين كله، وإن كره الكافرون وأتباع الشيطان، فسيرَون أنه فى النهاية هم يمكرون ويمكر الله بهم، وهو عزّ وجلّ خير الماكرين.. فلا تتصوّروا أنكم بشراستكم وهمجيتكم ولا آدميتكم منتصرون..
فعلها الفلسطينيون قبلكم، فخطفوا طائرات، ونسفوا أوتوبيسات، وقتلوا نساءً وأطفالًا وشيوخًا، وقتلوا حتى فريقًا أوليمبيًّا بأكمله. فهل انهارت إسرائيل وتراجعت بأفعالهم، أم ازدادت قوة، وتضاعف عدد المهاجرين إليها؟! ألا تتعلمون أبدًا؟!
أليس بينكم عاقل واحد، يدرك متى يعترف بفشل وسائله؟! ألم يقرأ واحد منكم كتابًا واحدًا عن فنون المقاومة؟! أنا واثق من أن الإجابة بالنفى، فلماذا يقرأ العبد، ما دام سيّده يفتيه؟!
لماذا يوقظ ضميره الآدمى، ما دام ضمير زعيمه وأميره مرتاحًا فى قبره؟! لماذا يصير من أولى الألباب، الذين اصطفاهم المولى، عزّ وجلّ، وشيخه يأمره أن يكون عبدًا بلا عقل، يسمع فيطيع، دون رؤية أو تفكير؟! الواقع أنهم يفجّرون بالفعل.. يفجّرون آدميتهم وفكرهم وضمائرهم، وكل جزء بشرى فيهم.. وهذا هو الانفجار..
الوحيد.
<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>